اللهم لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا
مقدمة:
سورة آل عمران من السور المدنية التي نزلت في المدينة المنورة بعد الهجرة، وهي من السور الطويلة، حيث أنها تتكون من 200 آية، وقد سميت بهذا الاسم لأنها تبدأ بذكر آل عمران، وهم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة المنورة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: عمران بن يوحنا، وزوجته حنة، وابنتهما مريم، وعيسى عليه السلام.
من فضل الله تعالى على عباده:
1. فضل الهداية:
– الهداية من الله تعالى من أعظم النعم وأجلها، وهي نور يلقيه الله تعالى في قلب العبد، وسبب لكل خير يصيبه في الدنيا والآخرة.
– من علامات الهداية: الإيمان بالله تعالى ورسله وكتبه واليوم الآخر، واتباع أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، ومحبة الله تعالى ورسله والمؤمنين.
– الشكر لله تعالى على نعمة الهداية من أهم واجبات العبد، قال تعالى: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103].
2. فضل الاستقامة:
– الاستقامة على الحق من أعظم العبادات وأجلها، وهي ثبات العبد على طاعة الله تعالى واتباع أوامره واجتناب نواهيه، وعدم الميل عن ذلك مهما كانت الظروف والتحديات.
– من علامات الاستقامة: الصبر على طاعة الله تعالى، ومجاهدة النفس على ترك المعاصي، والثبات على الحق مهما كانت الظروف والتحديات.
– الاستقامة على الحق من أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].
3. فضل الثبات:
– الثبات على الحق من أعظم العبادات وأجلها، وهو ثبات العبد على دينه وعقيدته، وعدم التخلي عنهما مهما كانت الظروف والتحديات.
– من علامات الثبات: الصبر على الأذى والاضطهاد في سبيل الله تعالى، والدفاع عن الحق مهما كانت الظروف والتحديات، وعدم التخلي عن الدين مهما كانت المغريات.
– الثبات على الحق من أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200].
4. فضل المغفرة:
– المغفرة من الله تعالى من أعظم النعم وأجلها، وهي عفو الله تعالى عن عباده وتجاوزه عن سيئاتهم، وهي سبب لرحمة الله تعالى ورضوانه.
– من علامات المغفرة: الشعور بالراحة والسكينة في القلب، وزوال الهم والغم، وتيسير الأمور في الدنيا والآخرة.
– المغفرة من الله تعالى من أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [النساء: 110].
5. فضل الإحسان:
– الإحسان من الله تعالى من أعظم النعم وأجلها، وهو تفضل الله تعالى على عباده بإنعامات لم يستحقوها ولم يسعوا إليها.
– من علامات الإحسان: الرزق الواسع، والعمر الطويل، والصحة والعافية، والتوفيق في الدنيا والآخرة.
– الإحسان من الله تعالى من أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195].
فضل الدعاء إلى الله:
1. الدعاء عبادة:
– الدعاء عبادة عظيمة من أعظم العبادات، وهو مناجاة العبد لربه، وتضرعه إليه، وطلب حاجاته منه.
– الدعاء من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة” [أبو داود والترمذي وابن ماجه].
– الدعاء من أسباب حصول الخير ودفع الشر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يرد القضاء إلا الدعاء” [ابن ماجه].
2. الدعاء سلاح المؤمن:
– الدعاء سلاح المؤمن، وهو يعتمد عليه في حل مشاكله وتفريج كروبه، وتحقيق آماله وطموحاته.
– الدعاء من أقوى الأسلحة التي يمتلكها المؤمن، وهو لا يعجزه شيء مهما كان صعباً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء يرد القدر” [ابن ماجه].
– الدعاء من أسباب النصر والتمكين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها” [أحمد والترمذي وابن ماجه].
3. آداب الدعاء:
– الدعاء يكون لله تعالى وحده، ولا يجوز الدعاء لغيره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء عبادة، ولا يدعو إلا الله” [أبو داود والترمذي وابن ماجه].
– الدعاء يكون بقلب خاشع، وحضور نية، وصدق وإخلاص لله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه” [ابن ماجه].
– الدعاء يكون باللغة العربية، أو بأي لغة يفهمها الداعي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء مخ العبادة” [ابن ماجه].
دعاء اللهم لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب:
– الدعاء بالثبات على الهداية: يطلب العبد من الله تعالى أن يثبته على الهداية التي منحه إياها، وأن يحفظه من الزيغ والضلال.
– الدعاء بالمغفرة والرحمة: يطلب العبد من الله تعالى أن يغفر له ذنوبه وخطاياه، وأن يرحمه برحمته الواسعة.
– الدعاء بالرزق الحلال: يطلب العبد من الله تعالى أن يرزقه رزقاً حلالاً طيباً، يكفيه ويغنيه عن سؤال الناس.
الخاتمة:
الدعاء من أفضل العبادات وأحبها إلى الله تعالى، وهو سلاح المؤمن الذي يعتمد عليه في حل مشاكله وتفريج كروبه، وتحقيق آماله وطموحاته. ولذلك ينبغي على المسلم أن يكثر من الدعاء إلى الله تعالى، وأن يلح عليه في الدعاء، وأن يتضرع إليه ويتذلل له، وأن يثق بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه بإذن الله تعالى.