المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فيقول الله تعالى في كتابه العزيز: {وَلَا تَشْمَتْ بِهِمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الشَّامِتِينَ} [سورة المائدة: 58]. والشمت هو الفرح بمصيبة الغير، وهو من صفات الأخلاق السيئة التي نهانا عنها الإسلام. ولذلك، فإن من واجبنا كمسلمين أن ندعو الله تعالى أن لا يشمت أعدائنا بنا، وأن يجنبنا شرهم ومكرهم.
أسباب نهينا عن الشماتة:
1. الشمتة صفة من صفات الكافرين:
– إن الشمتة من صفات الكافرين، الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر.
– فهي تدل على قسوة القلب، وعدم الرحمة، وحب الأذى للآخرين.
2. الشمتة تجلب الكراهية والعداوة:
– إن الشمتة تجلب الكراهية والعداوة بين الناس، وتؤدي إلى زيادة الفرقة والتناحر بينهم.
– فهي تجعل الأعداء أكثر شراسة في عداوتهم، وتدفعهم إلى السعي للأخذ بالثأر.
3. الشمتة تمنع عن الرحمة:
– إن الشمتة تمنع عن الرحمة، التي هي من صفات المؤمنين.
– فهي تجعل القلب قاسياً، وتمنعه من الشعور بالشفقة على الآخرين.
آثار الشماتة على الشامتين:
1. الشمتة تثير غضب الله تعالى:
– إن الشمتة تثير غضب الله تعالى، الذي نهانا عن الشماتة بالغير.
– فهي من الذنوب التي يعاقب عليها الله تعالى في الدنيا والآخرة.
2. الشمتة تفسد الأخلاق وتجلب الحقد:
– إن الشمتة تفسد الأخلاق، وتجعلها سيئة.
– فهي تدل على الحقد والكراهية والقسوة، وتمنع عن الرحمة والشفقة.
3. الشمتة تجعل الشامتين مكروهين عند الناس:
– إن الشمتة تجعل الشامتين مكروهين عند الناس، الذين يبخسونهم وينفرون منهم.
– فهي صفة من صفات الأخلاق السيئة، التي تجعل صاحبها منبوذاً بين الناس.
كيفية التخلص من الشماتة:
1. تعلم حسن الخلق ومكارم الأخلاق:
– إن تعلم حسن الخلق ومكارم الأخلاق، هو من أهم الوسائل للتخلص من الشماتة.
– فعندما يتحلى المرء بالأخلاق الحميدة، مثل الرحمة والشفقة والتواضع، فإن ذلك يجعله أكثر تسامحاً مع الآخرين، وأقل ميلاً للشمتة بهم.
2. تذكر أن الشمتة من صفات الكافرين:
– عندما يتذكر المرء أن الشمتة من صفات الكافرين، فإن ذلك يجعله أكثر حرصاً على تجنبها.
– فعندما يعلم أن الشمتة من الذنوب التي يعاقب عليها الله تعالى، فإن ذلك يجعله أكثر خشية من الوقوع فيها.
3. الدعاء إلى الله تعالى أن يجنبنا شر الشماتة:
– إن الدعاء إلى الله تعالى أن يجنبنا شر الشماتة، هو من أهم الوسائل للتخلص منها.
– فعندما يدعو المرء إلى الله تعالى أن يحفظه من الوقوع في الشماتة، فإن ذلك يجعله أكثر حذراً منها، وأقل ميلاً إليها.
التوبة والاستغفار من الشماتة:
– إذا وقع المرء في الشماتة، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره منها.
– فعندما يتوب المرء إلى الله تعالى ويستغفره من ذنوبه، فإن ذلك يمحو ذنوبه ويمحو آثارها السيئة من قلبه.
الوقاية من الشماتة:
1. عدم إظهار الفرح بمصائب الآخرين:
– يجب على المسلم أن لا يظهر الفرح بمصائب الآخرين، وأن لا يسخر منهم أو يحقّرهم.
– فعندما يرى المرء مصيبة عند أحد، فعليه أن يتعاطف معه ويدعمه، وأن يدعو له بالفرج والخلاص من المصيبة.
2. عدم التحدث عن مصائب الآخرين أمامهم:
– يجب على المسلم أن لا يتحدث عن مصائب الآخرين أمامهم، وأن لا يذكّرهم بها.
– فعندما يتحدث المرء عن مصائب الآخرين أمامهم، فإن ذلك يجعلهم يشعرون بالألم والحزن، وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم مصيبتهم.
3. الدعاء إلى الله تعالى أن يجنبنا شر الشماتة:
– يجب على المسلم أن يدعو إلى الله تعالى أن يجنبه شر الشماتة، وأن يحفظه من الوقوع فيها.
– فعندما يدعو المرء إلى الله تعالى أن يحفظه من الوقوع في الشماتة، فإن ذلك يجعله أكثر حذراً منها، وأقل ميلاً إليها.
الخاتمة:
إن الشماتة من صفات الأخلاق السيئة، التي نهانا عنها الإسلام. وهي تجلب الكراهية والعداوة بين الناس، وتمنع عن الرحمة، وتثير غضب الله تعالى. ولذلك، فإن علينا أن نتخلص من الشماتة، وذلك من خلال تعلم حسن الخلق ومكارم الأخلاق، وتذكر أن الشمتة من صفات الكافرين، والدعاء إلى الله تعالى أن يجنبنا شرها.