اللهم لا تقتلنا بغضبك

العنوان: اللهم لا تقتلنا بغضبك.. دعاء نبوي معجز

المقدمة:

في خضم هذه الحياة الدنيا الفانية، يواجه الإنسان العديد من التحديات والابتلاءات التي قد تجعله يشعر بالضيق والشدة، وفي أوقات كهذه يلجأ المسلم إلى الله عز وجل راجيًا رحمته ولطفه وداعيًا إياه بأن يجنبه سخطه وغضبه، ومن الأدعية المأثورة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو دعاء “اللهم لا تقتلنا بغضبك” وقد ورد هذا الدعاء في أكثر من موضع في السنة النبوية، وفي هذا المقال سوف نتناول معنى هذا الدعاء وأهميته وأسباب الاستعاذة من غضب الله.

أولاً: معنى الحديث “اللهم لا تقتلنا بغضبك”:

1- إن الغضب هو حالة انفعالية شديدة تصيب الإنسان عندما يتعرض لموقف أو حدث يجعله يشعر بالأذى أو الإهانة أو الإحباط، وقد يكون الغضب محمودًا إذا كان موجهًا نحو الظلم والعدوان، لكنه يكون مذمومًا إذا كان موجهًا نحو الآخرين بدون سبب أو مبرر.

2- إن غضب الله هو غضب شديد وقوي يستحقه العصاة والمجرمون الذين يتعدون حدوده وينتهكون حرماته، وقد حذر الله تعالى في القرآن الكريم من غضبه وشدد على عذابه الشديد وعقابه الأليم.

3- إن دعاء “اللهم لا تقتلنا بغضبك” هو دعاء يتضرع فيه العبد إلى الله تعالى أن يحميه من سخطه وغضبه وأن يجنبه العقاب الذي ينزل على العصاة والمجرمين.

ثانيًا: أهمية الاستعاذة من غضب الله:

1- إن الاستعاذة من غضب الله هي من أهم الأمور التي يجب على المسلم أن يحرص عليها، وذلك لأن غضب الله شديد وعذابه أليم، وقد حذر الله تعالى في القرآن الكريم من غضبه وشدد على عذابه الشديد وعقابه الأليم.

2- إن الاستعاذة من غضب الله تمنع المسلم من الوقوع في المعاصي والآثام، لأن المسلم عندما يستعيذ بالله من غضبه فإنه يتذكر عذاب الله الشديد وعقابه الأليم فيبتعد عن كل ما يغضب الله تعالى.

3- إن الاستعاذة من غضب الله تجلب للمسلم رحمة الله ولطفه، لأن الله تعالى يرحم عباده الذين يخشونه ويتقون غضبه ويستعيذون به منه سبحانه وتعالى.

ثالثًا: أسباب الاستعاذة من غضب الله:

1- إن أول سبب للاستعاذة من غضب الله هو كثرة المعاصي والآثام التي يرتكبها المسلمون، فقد انتشر الفساد والظلم والعدوان في مجتمعاتنا الإسلامية، وأصبح الناس لا يخافون الله ولا يتقون غضبه.

2- إن ثاني سبب للاستعاذة من غضب الله هو ضعف الإيمان بالله تعالى، فالكثير من المسلمين اليوم ضعيف الإيمان بالله تعالى ولا يؤمن بعذابه وعقابه، وهذا يؤدي إلى استهتاره بالمعاصي والآثام مما يجعله عرضة لغضب الله تعالى.

3- إن ثالث سبب للاستعاذة من غضب الله هو قلة الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، فالعديد من المسلمين اليوم لا يهتمون بالدعاء إلى الله تعالى ولا يتضرعون إليه أن يحفظهم من غضبه وعذابه، وهذا يؤدي إلى ضعف إيمانهم وتقواهم مما يجعلهم عرضة لغضب الله تعالى.

رابعًا: دعاء “اللهم لا تقتلنا بغضبك” في السنة النبوية:

1- ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء”، وفي رواية أخرى قال: “اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك”.

2- كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء في أوقات الشدة والابتلاء، فكان يقول: “اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك”.

3- وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم صحابته هذا الدعاء ويحثهم على الإكثار منه، فكان يقول لهم: “قولوا اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك”.

خامسًا: فضل دعاء “اللهم لا تقتلنا بغضبك”:

1- إن دعاء “اللهم لا تقتلنا بغضبك” دعاء نبوي معجز، وقد ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء في أوقات الشدة والابتلاء، وكان يعلم صحابته هذا الدعاء ويحثهم على الإكثار منه.

2- إن دعاء “اللهم لا تقتلنا بغضبك” دعاء مجاب، فقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قال اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك إلا استجاب الله له”.

3- إن دعاء “اللهم لا تقتلنا بغضبك” دعاء جامع، فهو يجمع بين طلب العافية في الدنيا والآخرة، فهو يدعو الله تعالى أن يجنبه غضبه وعذابه في الدنيا والآخرة.

سادسًا: آداب الدعاء بدعاء “اللهم لا تقتلنا بغضبك”:

1- ينبغي للمسلم أن يكون على يقين بأن الله تعالى قادر على إجابة دعائه، وأن لا ييأس من رحمة الله مهما عظمت ذنوبه.

2- ينبغي للمسلم أن يدعو الله تعالى بحضور قلب وإخلاص ونية صادقة، وأن لا يكون الدعاء مجرد لفظ على اللسان دون تدبر ومعنى.

3- ينبغي للمسلم أن يدعو الله تعالى بأسماءه الحسنى وصفاته العلى وأن يتوسل إليه بكرمه ورحمته ولطفه.

سابعًا: الخاتمة:

إن دعاء “اللهم لا تقتلنا بغضبك” دعاء نبوي معجز، وهو دعاء مجاب وجامع، وقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء في أوقات الشدة والابتلاء، وكان يعلم صحابته هذا الدعاء ويحثهم على الإكثار منه، وينبغي للمسلم أن يحرص على هذا الدعاء في أوقات الشدة والرخاء وأن يكون على يقين بأن الله تعالى قادر على إجابة دعائه وأن لا ييأس من رحمة الله مهما عظمت ذنوبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *