المقدمة:
اللهم، يا من خلقتنا ورزقتنا وهديتنا، يا من بيدك الأمر كله، أسألك ألا تكلني إلى نفسي ولو طرفة عين، فإن نفسي ضعيفة وهواها غالب عليها، ولست بقادر على الصمود أمام شهواتها إلا بعونك وتوفيقك.
1. أسباب الدعاء:
إن الدعاء من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو من أفضل الأعمال عند الله تعالى.
إن الدعاء يبين مدى اعتماد العبد على ربه، وأنه يعترف بضعفه وقصوره، وأنه لا يستطيع شيئًا إلا بعون الله تعالى.
إن الدعاء يفتح أبواب الرزق والرحمة على العبد، ويصرفه عن البلاء والضرر.
2. ما معنى أن لا تكلني إلى نفسي؟
أن لا تتركني وحدي في مواجهة الصعوبات والتحديات التي أواجهها في حياتي.
أن لا تدعني أسير وراء شهواتي ورغباتي، بل توفقني لاتباع الصراط المستقيم.
أن تحفظني من شرور نفسي ومن شرور الآخرين، وأن تجعلني دائمًا في حمايتك ورعايتك.
3. مظاهر التوكل على الله تعالى:
أن يفوض العبد أمره إلى الله تعالى، وأن يثق تمام الثقة بأن الله قادر على أن ينصره ويمدّه بالعون والتوفيق.
أن يرضى العبد بقضاء الله وقدره، وأن يسلم أمره إليه، ويسعى جاهدًا في سبيل تحقيق أهدافه دون أن يقنط أو ييأس.
أن يدعو العبد الله تعالى باستمرار، ويلجأ إليه في كل أموره، ويسأله العون والتوفيق.
4. نتائج التوكل على الله تعالى:
يرزق الله تعالى المتوكلين عليه من حيث لا يحتسبون، وييسر أمورهم، ويبعد عنهم الهم والحزن.
ينصر الله تعالى المتوكلين عليه، ويعزهم على أعدائهم، ويجعلهم الغالبين.
يهدي الله تعالى المتوكلين عليه إلى الصراط المستقيم، ويثبتهم عليه، ويجنبهم الفتن والضلالات.
5. أسباب عدم التوكل على الله تعالى:
ضعف الإيمان بالله تعالى، وعدم الثقة الكاملة في قدرته وعلمه.
حب الدنيا ومتاعها، والحرص عليها، والانشغال بها عن الآخرة.
اليأس من رحمة الله تعالى، وقلة الصبر على البلاء والابتلاء.
اتباع الهوى والشهوات، وعدم الانصياع لأوامر الله تعالى ونواهيه.
6. عواقب عدم التوكل على الله تعالى:
يجعل الله تعالى المتوكلين عليه فقراء إلى الناس، ويذلهم، ويصرف عنهم الرزق والبركة.
يهزم الله تعالى المتوكلين عليه، ويجعلهم المهزومين، وينصر أعداءهم عليهم.
يضل الله تعالى المتوكلين عليه، ويجعلهم يتبعون أهواءهم وشهواتهم، ويحرمهم من هداية الصراط المستقيم.
7. كيف نتوكل على الله تعالى؟
أن نثق تمام الثقة بأن الله تعالى هو القادر على كل شيء، وأن الأمر كله بيده.
أن نرضى بقضاء الله وقدره، وأن نسلم أمرنا إليه، ونسعى جاهدين في سبيل تحقيق أهدافنا دون أن يقنط أو ييأس.
أن ندعو الله تعالى باستمرار، ويلجأ إليه في كل أمورنا، ويسأله العون والتوفيق.
الخاتمة:
اللهم، لا تكلني إلى نفسي ولو طرفة عين، فإن نفسي ضعيفة وهواها غالب عليها، ولست بقادر على الصمود أمام شهواتها إلا بعونك وتوفيقك. اللهم، كن معي دائمًا وأبدًا، وخذ بيدي إلى الصراط المستقيم، واجعلني من عبادك المتقين، آمين.