اللهم لا شماته

اللهم لا شماته

العنوان: اللهم لا شماته

مقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،،،

فقد ورد في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اللهم لا شماتة” فما معنى هذه المقولة؟ وما هي أسبابها؟ وما هي آثارها؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

أسباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم لا شماتة:

الرحمة بالناس: فمن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالناس أنه كان يكره الشماتة بهم، ويدعو الله تعالى أن يحفظهم منها، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائمًا يدعو الله تعالى أن لا يبتلي أحدًا من أمته بالشماتة، وذلك لأن الشماتة من الأخلاق السيئة التي تدل على الحقد والكراهية.

تعليم المسلمين الأخلاق الحميدة: حيث أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلم المسلمين الأخلاق الحميدة، ويدعوهم إلى التسامح والرحمة والمودة، ونهيهم عن الشماتة، وذلك لأن الشماتة من الأمور التي تؤدي إلى العداوة والبغضاء بين الناس.

الاستعانة بالله تعالى: فكان النبي صلى الله عليه وسلم دائمًا يستعين بالله تعالى في كل أموره، ويدعوه تعالى أن يحفظه من كل شر، وكان يدعو الله تعالى أن لا يبتليه بالشماتة، وذلك لأن الشماتة من الأمور التي تؤذي النفس وتسبب لها الحزن والأسى.

آثار قول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم لا شماتة:

حفظ المؤمن من الشماتة: فمن آثار قول النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم لا شماتة” أن الله تعالى يحفظ المؤمن من الشماتة، وذلك لأن المؤمن الذي يدعو الله تعالى أن يحفظه من الشماتة، يكون مستجاب الدعوة، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

غفران الذنوب: فمن آثار قول النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم لا شماتة” أن الله تعالى يغفر للمؤمن ذنوبه، وذلك لأن الدعاء من أفضل العبادات، والله تعالى يحب أن يدعوه عباده، فإذا دعا المؤمن الله تعالى أن يحفظه من الشماتة، فإن الله تعالى يغفر له ذنوبه ويرحمه.

دخول الجنة: فمن آثار قول النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم لا شماتة” أن المؤمن يدخل الجنة، وذلك لأن الجنة هي دار النعيم، وهي دار المتقين، والمؤمن الذي يدعو الله تعالى أن يحفظه من الشماتة، يكون من المتقين، وبالتالي يكون من أهل الجنة.

الشماتة في القرآن الكريم والسنة النبوية:

الشماتة في القرآن الكريم: فقد ورد ذكر الشماتة في القرآن الكريم في عدة آيات، منها قوله تعالى: “ولا تفرحوا بما آتاكم الله ولا تتكبروا إن الله لا يحب المتكبرين”، وقوله تعالى: “ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون”، وقوله تعالى: “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”.

الشماتة في السنة النبوية: فقد ورد في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اجتنبوا الشماتة فإنها من أقبح الذنوب”، وقال صلى الله عليه وسلم: “من شمت أخاه المسلم بشيء ابتلاه الله تعالى به لم يمت حتى يبتليه الله تعالى بمثله”، وقال صلى الله عليه وسلم: “من شمَّت بمصيبة نزلت بأخيه ابتلاه الله تعالى بمصيبة أكبر منها”.

أقوال العلماء في الشماتة:

قال ابن حجر العسقلاني في كتابه “فتح الباري”: “الشماتة من أقبح الأخلاق، وهي من الكبائر، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من شمت أخاه المسلم بشيء ابتلاه الله تعالى به لم يمت حتى يبتليه الله تعالى بمثله”.

وقال النووي في كتابه “رياض الصالحين”: “الشماتة من أقبح الأخلاق، وهي من الكبائر، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من شمَّت بمصيبة نزلت بأخيه ابتلاه الله تعالى بمصيبة أكبر منها”.

وقال ابن القيم في كتابه “إغاثة اللهفان”: “الشماتة من أخلاق الشياطين، وهي من الكبائر، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من شمت أخاه المسلم بشيء ابتلاه الله تعالى به لم يمت حتى يبتليه الله تعالى بمثله”.

قصص عن الشماتة:

يحكى أنه كان هناك رجلان متجاوران، وكان أحدهما غنيًا والآخر فقيرًا، وكان الرجل الغني دائمًا يتباهى بثروته أمام الرجل الفقير، ويسخر منه، ويشماته به، فكان الرجل الفقير يحزن كثيرًا من ذلك، ويدعو الله تعالى أن ينتقم من الرجل الغني. فاستجاب الله تعالى دعاء الرجل الفقير، وأصاب الرجل الغني بمرض شديد، ففقر وأصبح لا يملك شيئًا، وعندما رأى الرجل الفقير ذلك، لم يشماته بالرجل الغني، بل دعاه إلى بيته وأكرمه، وقال له: “لا شماتة في الدين يا أخي”.

ويحكى أيضًا أنه كان هناك رجلان صديقان، وكان أحدهما مريضًا والآخر صحيحًا، وكان الرجل الصحيح دائمًا يتباهى بصحته أمام الرجل المريض، ويسخر منه، ويشماته به، فكان الرجل المريض يحزن كثيرًا من ذلك، ويدعو الله تعالى أن ينتقم من الرجل الصحيح.

الخلاصة:

فالشماتة من الأخلاق السيئة التي تدل على الحقد والكراهية، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الشماتة، ودعا الله تعالى أن يحفظ المسلمين منها، وقال: “اللهم لا شماتة”، وذلك لأن الشماتة من الأمور التي تؤذي النفس وتسبب لها الحزن والأسى، وقد ورد ذكر الشماتة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقال العلماء إنها من الكبائر، وقد وردت قصص كثيرة عن الشماتة، منها قصة الرجل الغني والرجل الفقير، وقصة الرجل المريض والرجل الصحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *