اللهم لقد زاد ثقلي

اللهم لقد زاد ثقلي

مقدمة

اللهم لقد زاد ثقلي، لا أطيق صبراً ولا جلداً، ولا قوة ولا حول، أستغيث بك ربي وأتضرع إليك لترفع عني هذا الحمل الثقيل، وأغيثني من همي وغمِّي، وأصلح لي شأني، اللهم ارحم ضعفي وقلة حيلتي، وكن لي عوناً وسنداً في هذا الطريق الصعب، اللهم خفف عني هذا العبء وأخرجني من هذه الظلمات إلى النور، اللهم أعني على تخطي هذا المحن، وكن معي في كل خطوة أخطوها، اللهم إنني عبدك الضعيف الفقير إليك، أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، أن تفرج عني كربتي، وتزيل عني همي وغمي، وتصلح حالي، وترزقني من حيث لا أحتسب.

أولاً: أسباب ثقل الكرب والهم

1. الذنوب والمعاصي: إن الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان تزيد من ثقله وهمِّه، وتبعده عن الله تعالى، قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}.

2. الابتلاءات والاختبارات: يبتلي الله تعالى عباده بالابتلاءات والاختبارات، ليمتحن صبرهم وإيمانهم، ويرفع درجاتهم في الجنة، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}.

3. ضعف الإيمان: ضعف الإيمان وقلة اليقين بالله تعالى يزيدان من ثقل الكرب والهم، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.

ثانياً: آثار ثقل الكرب والهم

1. الضيق النفسي والاكتئاب: إن ثقل الكرب والهم يسبب الضيق النفسي والاكتئاب، ويؤدي إلى فقدان الأمل واليأس من الحياة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زَادَهُمْ اللَّهُ ضَلَالًا وَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}.

2. الأمراض الجسدية: إن ثقل الكرب والهم يؤدي إلى الإصابة بالأمراض الجسدية، مثل الصداع والأرق واضطرابات الجهاز الهضمي، قال تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ}.

3. تدهور العلاقات الاجتماعية: إن ثقل الكرب والهم يؤدي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية، ويسبب القطيعة بين الإنسان وأهله وأصدقائه، قال تعالى: {وَإِذْ أَوْجَسَ فِيكُمْ خَيْفَةً فَنَصَرَكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}.

ثالثاً: علاج ثقل الكرب والهم

1. الإكثار من ذكر الله تعالى: إن الإكثار من ذكر الله تعالى يزيل الهم والكرب، ويجلب الطمأنينة والسكينة إلى القلب، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.

2. التضرع والدعاء إلى الله تعالى: إن التضرع والدعاء إلى الله تعالى يفرج الكرب ويصلح الحال، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}.

3. الصبر والاحتساب: إن الصبر والاحتساب على البلاء والابتلاءات التي تصيب الإنسان يرفع درجاته في الجنة، ويكفر عن ذنوبه، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}.

رابعاً: قصص عن زوال الكرب والهم

1. قصة سيدنا أيوب عليه السلام: لقد ابتلى الله تعالى سيدنا أيوب عليه السلام بابتلاءات شديدة، ففقد ماله وأولاده وصحته، ولكنه صبر واحتسب، ودعا ربه، ففرج الله عنه كربه وأعاده إلى حاله الأولى، قال تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ}.

2. قصة سيدنا يوسف عليه السلام: لقد ابتلى الله تعالى سيدنا يوسف عليه السلام بابتلاءات شديدة، فباعه إخوته عبداً، وظل في السجن لمدة طويلة، ولكنه صبر واحتسب، ودعا ربه، ففرج الله عنه كربه وجعله عزيز مصر، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ}.

3. قصة سيدنا نوح عليه السلام: لقد ابتلى الله تعالى سيدنا نوح عليه السلام بقوم كفار، دعاهم إلى عبادة الله تعالى فكذبوه ورفضوا الإيمان به، وظل يدعوهم لمدة طويلة، ولكنهم أصروا على كفرهم، فأرسل الله تعالى عليهم الطوفان، فغرقوا جميعاً، ولم ينج إلا سيدنا نوح عليه السلام ومن آمن معه، قال تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ}.

خامساً: فضل تفريج الكرب وإزالة الهم

1. المغفرة والرحمة: إن تفريج الكرب وإزالة الهم من أعظم أسباب المغفرة والرحمة من الله تعالى، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا}.

2. رفع الدرجات في الجنة: إن تفريج الكرب وإزالة الهم من أسباب رفع الدرجات في الجنة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ صَبَرُ

أضف تعليق