اللهم لك اسلمت

اللهم لك اسلمت

العنوان: اللهم لك أسلمت

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من أعظم ما ينبغي للمسلم أن يحرص عليه هو تسليم قلبه لله تعالى، فإن ذلك هو السبيل إلى الفوز برضوانه والفلاح في الدنيا والآخرة، وقد حثنا الله تعالى في كتابه العزيز على التسليم له فقال: “فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”، وقال تعالى: “وَمَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ”، وقال تعالى: “وَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ”، وقال تعالى: “فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”.

المحتوى:

1. مفهوم التسليم لله:

التسليم لله تعالى هو الخضوع له والانقياد لأمره ونهيه بمحض الإيمان واليقين، وقبول قضائه وقدره راضياً به، والتوكل عليه في كل الأمور.

التسليم لله تعالى هو مرتبة عالية من مراتب الإيمان، وهي دليل على قوة إيمان العبد وتوكله على ربه.

التسليم لله تعالى يمنح العبد الطمأنينة والسكينة في قلبه، ويجعله أكثر صبراً على المصائب والشدائد.

2. أنواع التسليم لله:

التسليم لله تعالى في الربوبية: وذلك بالإيمان بأن الله تعالى هو خالق الكون ومدبره ورازقه، وأنه المتصرف في ملكه كيف يشاء.

التسليم لله تعالى في النبوة: وذلك بالإيمان بأن الله تعالى قد أرسل رسلاً إلى الناس لهدايتهم إلى الحق، وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين.

التسليم لله تعالى في القضاء والقدر: وذلك بالإيمان بأن الله تعالى قد قدر كل شيء في هذا الكون، وأن ما يصيب الإنسان من خير أو شر فهو بقضاء الله وقدره.

3. فوائد التسليم لله:

التسليم لله تعالى يورث العبد محبة الله تعالى، ويجعله أقرب إليه.

التسليم لله تعالى يزيد العبد إيماناً ويقيناً، ويقوي توكله على ربه.

التسليم لله تعالى يمنح العبد الطمأنينة والسكينة في قلبه، ويجعله أكثر صبراً على المصائب والشدائد.

4. شروط التسليم لله:

الإيمان بالله تعالى إيماناً كاملاً.

العلم بما يجب لله تعالى من أسماء وصفات.

العمل بما أمر الله تعالى به وترك ما نهى عنه.

الرضا بقضاء الله وقدره.

التوكل على الله تعالى في كل الأمور.

5. علامات التسليم لله:

رضا العبد بما قسمه الله تعالى له من خير أو شر.

صبر العبد على المصائب والشدائد.

عدم شكوى العبد لله تعالى من حاله.

توكل العبد على الله تعالى في كل الأمور.

إحسان العبد إلى عباد الله تعالى.

6. كيف نصل إلى التسليم لله؟

نكثر من ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن الكريم.

نتفكر في أسماء الله تعالى وصفاته.

نتدبر في آيات الله تعالى في الكون وفي أنفسنا.

نتعلم أحكام ديننا الإسلامي ونتقرب إلى الله تعالى بالعبادات.

نكثر من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى.

7. ثمار التسليم لله:

الفوز برضا الله تعالى.

دخول الجنة والنجاة من النار.

الفوز بالطمأنينة والسكينة في القلب.

نيل محبة الله تعالى.

العز والتمكين في الدنيا والآخرة.

الخاتمة:

الحمد لله على ما أنعم علينا من فضله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن التسليم لله تعالى هو من أعظم ما ينبغي للمسلم أن يحرص عليه، فإن ذلك هو السبيل إلى الفوز برضوانه والفلاح في الدنيا والآخرة، وقد حثنا الله تعالى في كتابه العزيز على التسليم له، كما بينا ذلك في هذا المقال، ونرجو من الله تعالى أن يوفقنا إلى التسليم له في كل أمورنا وأن يجعلنا من الراضين بقضائه وقدره، وأن يرزقنا الجنة برحمته وفضله، إنه سميع مجيب.

أضف تعليق