بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
المقدمة:
يُعتبر الدعاء من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد المسلم إلى الله -عز وجل-، وطلب حاجاته ومناجاته ودعوته، وهناك العديد من الأدعية الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والتي تُعتبر كنوزًا عظيمةً في الإسلام، ومنها دعاء “اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ وَعَظِيمِ سُلْطَانِك”، وهو دعاء جامعٌ يشتمل على معان عظيمة، سنتناولها بالتفصيل في هذا المقال.
1. فضل دعاء اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك:
– يُعد هذا الدعاء من الأدعية المستحبة التي لها فضل كبير، فقد ورد عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “من قال: اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، غُفِرَتْ له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر”، وهذا يدل على عظم فضل هذا الدعاء وأثره الكبير في مغفرة الذنوب.
– إن هذا الدعاء يدل على عظيم حمد الله -عز وجل-، حيث أن الحمد كما ينبغي هو ما يليق بجلال وجه الله تعالى وعظيم سلطانه، وهذا من الأمور العظيمة التي يجب على المسلم أن يتعرف عليها ويدركها.
– إن الإكثار من هذا الدعاء يزيد من تقرب العبد إلى الله -عز وجل-، حيث أن الحمد لله على جميع نعمه وفضله من شأنه أن يجعل العبد أكثر إيمانًا وتعلقًا بالله تعالى.
2. شروط الدعاء:
– الإخلاص لله -عز وجل-، فلا يُشرِك العبد مع الله أحدًا في دعائه.
– حضور القلب، فلا يكون القلب شاردًا أثناء الدعاء.
– رفع اليدين عند الدعاء، وهذا من السنة، وقد ورد في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إذا دعا أحدكم فليرفع يديه، فإن الله حيي كريم، يستحي أن يرد يد عبده خائبة”، ولكن لا يُشترط رفع اليدين عند الدعاء، بل يُستحب ذلك.
– الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته العظيمة، مثل: اللهم لك الحمد، يا أرحم الراحمين، يا غافر الذنوب، يا كريم.
– التضرع والخشوع في الدعاء، فالدعاء عبادة من العبادات، ويجب أن يتم بأدب واحترام.
– الدعاء بما فيه خير للعبد، ولا يحل له أن يدعو بما فيه شر له أو ضرر.
– عدم الاستعجال في الإجابة، فقد يؤخر الله الإجابة لحكمة يعلمها، وقد يدخرها في الآخرة، وقد يصرفها بدعاء أفضل منها.
3. آداب الدعاء:
– اختيار وقت الدعاء، فالدعاء في بعض الأوقات أفضل من غيرها، مثل: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المكتوبات، وفي يوم الجمعة.
– الدعاء في جوف الليل، حيث أن الدعاء في هذا الوقت يكون أكثر إجابة، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إن ربنا -عز وجل- ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له”.
– الإلحاح في الدعاء والإكثار منه، فلا يمل العبد من الدعاء، مهما تأخرت الإجابة، فقد قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
– الدعاء بصوت خفيض، فلا يجهر العبد في دعائه، بل يكون صوته منخفضًا، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “ليس الدعاء برفع الأصوات، وإنما الدعاء الهم الخفي”.
4. أوقات الدعاء المستجاب:
– الدعاء في جوف الليل، حيث أن الدعاء في هذا الوقت يكون أكثر إجابة، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إن ربنا -عز وجل- ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له”.
– الدعاء بين الأذان والإقامة، وهذا من الأوقات المباركة، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة”، فينبغي للمسلم اغتنام هذا الوقت بالدعاء.
– الدعاء بعد الصلوات المكتوبات، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “الدعاء بعد الصلوات المفروضة مستجاب، فلا يضيع أحدكم وقته بين الأذان والإقامة”.
– الدعاء يوم الجمعة، وبالأخص في ساعة الإجابة فيه، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه إياه، وهي ساعة خفيفة”.
5. دعاء اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك عند الكرب:
– يُعد هذا الدعاء من الأدعية التي تُقال عند الكرب والشدائد، فهو دعاء شامل يشتمل على معان عظيمة، فعندما يدعو العبد بهذا الدعاء، فإنه يلجأ إلى الله -عز وجل- ويطلب منه الفرج والمساعدة.
– إن هذا الدعاء يزيد من إيمان العبد بالله -عز وجل-، حيث أنه يذكر العبد بعظمة الله -عز وجل- وقدرته على تفريج الكرب وإزالة الشدائد.
– يُساعد هذا الدعاء العبد على الصبر على البلاء والشدائد، فالدعاء لله -عز وجل- يريح النفس ويطمئن القلب، كما يُشعر العبد أنه ليس وحده في مواجهة هذه الصعوبات.
6. دعاء اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك عند الشكر:
– يُقال هذا الدعاء عند الشكر على نعم الله -عز وجل-، حيثُ أن الحمد هو اعتراف بنعمة الله -عز وجل- والثناء عليه عليها، وهذا من الأمور العظيمة التي يجب على المسلم أن يقوم بها.
– إن هذا الدعاء يدل على عظيم حمد الله -عز وجل-، حيث أن الحمد كما ينبغي هو ما يليق بجلال وجه الله تعالى وعظيم سلطانه، وهذا من الأمور العظيمة التي يجب على المسلم أن يتعرف عليها ويدركها.
– إن الإكثار من هذا الدعاء يزيد من تقرب العبد إلى الله -عز وجل-، حيث أن الحمد لله على جميع نعمه وفضله من شأنه أن يجعل العبد أكثر إيمانًا وتعلقًا بالله تعالى.
7. خاتمة:
وفي الختام، فإن دعاء “اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ وَعَظِيمِ سُلْطَانِك”، هو دعاء عظيم الشأن، له فضل كبير وأجر عظيم، وهو من الأدعية التي تُقال عند الكرب والشدائد وعند الشكر على نعم الله -عز وجل-، فينبغي على المسلم أن يُكثر من هذا الدعاء، وأن يُدرك معانيه العظيمة، وأن يخلص لله -عز وجل- في دعائه، وأن يدعو به بخشوع وتضرع، وأن يرفع يديه عند الدعاء، وأن يلح في الدعاء والإكثار منه، وأن يدعو بصوت خفيض، وأن يختار أوقات الدعاء المستجاب، وأن يدعو في جوف الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المكتوبات، ويوم الجمعة، وبالأخص في ساعة الإجابة فيه.