العنوان: اللهم منك ولك
المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أعظم الأدعية التي يتوجه بها المسلم إلى ربه تعالى قول: “اللهم منك ولك”، فهي دعوة شاملة جامعة، تدل على توحيد العبودية لله تعالى، وأن كل شيء منه وإليه، وفي هذا المقال سنتناول شرح هذا الدعاء العظيم، مستعينين بالله تعالى، ومتوكلين عليه.
العناوين:
1. معنى اللهم منك ولك.
2. فضل اللهم منك ولك.
3. شروط قبول اللهم منك ولك.
4. أوقات الدعاء اللهم منك ولك.
5. آداب الدعاء اللهم منك ولك.
6. استجابة اللهم منك ولك.
7. آثار اللهم منك ولك.
1. معنى اللهم منك ولك:
اللهم: من أسماء الله الحسنى، وهو اسم يدل على الذات الإلهية العلي القدير، ويراد به النداء والتضرع إلى الله تعالى.
منك: تعني أن كل شيء من الله تعالى، فهو الخالق المبدع، وهو الرازق المعطي، وهو المالك المتصرف، فلا حول ولا قوة إلا به.
ولك: تعني أن كل شيء لله تعالى، فله الحمد والمنة، وله الشكر والثناء، وله العبادة والطاعة، وهو المستحق وحده للعبادة.
2. فضل اللهم منك ولك:
لل دعاء اللهم منك ولك فضل عظيم، ومن هذا الفضل:
– أنه دعاء شامل جامع، يشتمل على توحيد العبودية لله تعالى، والإقرار بأن كل شيء منه وإليه، وهو من أسباب دخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال اللهم منك ولك، فله الجنة”.
– أنه دعاء فيه معنى التسليم لله تعالى، والرضا بقضائه وقدره، وهو من أسباب نزول السكينة والطمأنينة في القلب، قال الله تعالى: “الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون”.
– أنه دعاء فيه معنى الشكر والحمد لله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة، وهو من أسباب زيادة النعم وتضاعفها، قال الله تعالى: “لئن شكرتم لأزيدنكم”.
3. شروط قبول اللهم منك ولك:
لكي يُقبل دعاء اللهم منك ولك، يجب أن تتوفر فيه الشروط التالية:
– الإخلاص والصدق في الدعاء، فلا يكون الدعاء رياء أو سمعة، قال الله تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان”.
– الحضور القلب مع الدعاء، فلا يكون الدعاء مجرد كلمات تقال على اللسان دون تدبر أو خشوع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدعو أحد منكم وهو لاه يعبث، ثم قال: أو قال متكئ، إلا استجيب له، أو قال إلا رد عليه، قالوا: يا رسول الله، فما اللاهي؟ قال الذي يقول: اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، وهو لا يدري قد غفر له أو رحمه”.
– الدعاء بالدعاء المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو الدعاء بما ورد في القرآن الكريم، ففي ذلك زيادة في الاستجابة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة، وقال: الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض”.
4. أوقات الدعاء اللهم منك ولك:
الأوقات الفاضلة والمسنونة للدعاء بها اللهم منك ولك كثيرة، منها:
– الثلث الأخير من الليل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟”.
– بعد الصلوات المفروضة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء في سجودكم”.
– بين الأذان والإقامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد”.
5. آداب الدعاء اللهم منك ولك:
من آداب الدعاء بها اللهم منك ولك:
– أن يكون الداعي على طهارة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يقبل الله دعاء من عبد وهو على غير طهارة”.
– أن يكون الداعي مستقبل القبلة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله، وما الاستعجال؟ قال: يقول: دعوت فلم يستجب لي”.
– أن يرفع الداعي يديه إلى السماء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى حيي كريم، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً”.
6. استجابة اللهم منك ولك:
استجابة اللهم منك ولك مضمونة بإذن الله تعالى، إذا توافرت شروط القبول، قال الله تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان”.
وقد وردت أحاديث كثيرة في استجابة اللهم منك ولك، منها:
– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد قال عند مصيبته: اللهم أجُرْني في مُصيبَتِي، وأخْلِفْ لي خيراً منها، إلا قال الله تعالى: سمعت، وأجبت، وأخلفت لك خيراً منها”.
– عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يُمسي وحين يُصبح: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عورتي وآمن روعتي، وأقض عني ديني، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بك أن أغتال من تحتي، قال: من قال ذلك حين يُمسي وحين يُصبح، كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة”.