العنوان: اللهم من أراد بنا سوءًا فاجعل تدبيره في تدميره
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد، فإن من أعظم ما ابتلي به الإنسان في هذه الحياة هو وجود من يتربص به الدوائر ويسعى لإيذائه وإلحاق الضرر به، وقد يكون ذلك من أقرب الناس إليه أو من أبعدهم، وقد يكون علانيةً أو خفيةً، وقد يكون كبيرًا أو صغيرًا.
لذلك، فإن من أهم الأدعية التي يجب على المسلم أن يدعو بها الله تعالى:
اللهم من أراد بنا سوءًا فاجعل تدبيره في تدميره
وفي هذا المقال، سوف نتحدث عن أهمية هذا الدعاء وكيفية تحصين النفس والوقاية من شرور الأعداء.
أولاً: فضل هذا الدعاء
1. إنه من الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال: “من دعا بهذا الدعاء لم يضره أحد”.
2. إنه دعاء جامع، فإنه يشمل جميع أنواع السوء الذي قد يريده الأعداء للمسلم، سواء كان ذلك في نفسه أو ماله أو أهله أو ولده.
3. إنه دعاء مبارك، وقد جُرِّب من قبل كثير من المسلمين ورأوا أثره العظيم في حمايتهم من شرور الأعداء.
ثانيًا: كيفية تحصين النفس والوقاية من شرور الأعداء
1. الإكثار من ذكر الله تعالى وقراءة القرآن الكريم، فذلك من أقوى تحصينات النفس، وقد قال الله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.
2. الإكثار من الاستغفار، فإنه من أسباب محو الذنوب والخطايا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من استغفر الله تاب عليه”.
3. الإكثار من الصدقات، فذلك من أسباب جلب الرزق ودفع البلاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تدفع البلاء”.
ثالثًا: أهمية التوكل على الله تعالى
1. إن التوكل على الله تعالى من أهم أسباب تحصين النفس، فإنه هو الذي يحفظ عباده من كل سوء، وقد قال الله تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}.
2. إن التوكل على الله تعالى يجعل المسلم مطمئنًا واثقًا بأن الله تعالى لن يخذله ولن يضيعه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا يضيع الله من والاهم: عائذ استعاذ به، ومعتذر اعتذر إليه، ومتوكل عليه”.
3. إن التوكل على الله تعالى يجعل المسلم قويًا قادرًا على مواجهة أعدائه والتغلب عليهم، وقد قال الله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ}.
رابعًا: أهمية الدعاء إلى الله تعالى
1. إن الدعاء إلى الله تعالى من أهم أسباب تحصين النفس، فإنه هو الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه، وقد قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}.
2. إن الدعاء إلى الله تعالى يجعل المسلم قريبًا من ربه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء مخ العبادة”.
3. إن الدعاء إلى الله تعالى يجعل المسلم مطمئنًا واثقًا بأن الله تعالى لن يخذله ولن يضيعه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من دعا إلى الله دعوة لم تضره خطيئة حتى يغفر له”.
خامسًا: أهمية الاستعاذة بالله تعالى
1. إن الاستعاذة بالله تعالى من أهم أسباب تحصين النفس، فإنها تجعل المسلم في حماية الله تعالى من كل سوء، وقد قال الله تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ}.
2. إن الاستعاذة بالله تعالى تجعل المسلم بعيدًا عن وساوس الشيطان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من استعاذ بالله من الشيطان فإنه يتحول عنه ألفًا”.
3. إن الاستعاذة بالله تعالى تجعل المسلم في مأمن من كل شر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من تعوذ بالله من شر نفسه ومن شر الناس فقد استعاذ من شر الدنيا والآخرة”.
سادسًا: أهمية الابتعاد عن المعاصي والآثام
1. إن الابتعاد عن المعاصي والآثام من أهم أسباب تحصين النفس، فإن المعاصي والآثام تجعل المسلم ضعيفًا أمام أعدائه، وقد قال الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}.
2. إن الابتعاد عن المعاصي والآثام يجعل المسلم قويًا أمام أعدائه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف”.
3. إن الابتعاد عن المعاصي والآثام يجعل المسلم مطمئنًا واثقًا بأن الله تعالى لن يخذله ولن يضيعه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من ترك شيئًا لله أبدله الله به ما هو خير له”.
سابعًا: أهمية الإحسان إلى الآخرين
1. إن الإحسان إلى الآخرين من أهم أسباب تحصين النفس، فإن الإحسان إلى الآخرين يجعل المسلم محميًا من شرهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أحسن إلى الناس يستحسنوا إليك”.
2. إن الإحسان إلى الآخرين يجعل المسلم قويًا أمام أعدائه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أحسن إلى أخيه المسلم فقد أحسن إلى نفسه”.
3. إن الإحسان إلى الآخرين يجعل المسلم مطمئنًا واثقًا بأن الله تعالى لن يخذله ولن يضيعه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من یُسر على معسر یُسر الله علیه فی الدنیا والآخرة”.
الخاتمة:
إن من أعظم ما ابتلي به الإنسان في هذه الحياة هو وجود من يتربص به الدوائر ويسعى لإيذائه وإلحاق الضرر به، لذلك فإن من أهم الأدعية التي يجب على المسلم أن يدعو بها الله تعالى:
اللهم من أراد بنا سوءًا فاجعل تدبيره في تدميره
وفي هذا المقال، تحدثنا عن أهمية هذا الدعاء وكيفية تحصين النفس والوقاية من شرور الأعداء.