اللهم يارزاق ياذا القوة المتين
المقدمة:
الحمد لله الذي رزقنا من فضله العظيم، ونعمه الجمّة التي لا تحصى ولا تعد، والشكر له على ما أولانا من مننٍ عظيمة، ورحماتٍ واسعة، وهو الذي بيده خزائن السماوات والأرض، وهو الرزاق ذو القوة المتين، الذي لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض، وهو الذي يرزق كل نفسٍ ما كتب لها من رزق، فسبحانه وتعالى ما أعظم قدرته، وأجلّ شأنه.
أولاً: الرزق من الله وحده:
1. الرزق هو ما يقيم به العبد نفسه من طعام وشراب وكسوة ومنزل، وهو ما ينتفع به في دينه وبدنه، كتلاوة القرآن والصلاة والصيام والحج والجهاد، وكصحة البدن وقوة العقل.
2. الرزق من الله وحده، لا شريك له فيه، وهو الذي يقدره ويقسمه بين عباده بحكمة بالغة، وعدله لا يضيع منه شيء، وهو الذي يوسع على من يشاء ويضيق على من يشاء.
3. الرزاق هو الله وحده، وقد أمرنا الله تعالى أن نلجأ إليه وحده في طلب الرزق، وأن لا نشرك به أحداً في ذلك، فقال تعالى: {وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ}.
ثانياً: فضل الدعاء في طلب الرزق:
1. الدعاء هو العبادة، وهو من أفضل الأعمال عند الله تعالى، وهو سببٌ لجلب الرزق، ودفع البلاء، وتحقيق الأمنيات، وتفريج الكربات، وقد أمرنا الله تعالى أن ندعوه فقال: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.
2. الدعاء في طلب الرزق له فضل عظيم، فقد روى الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدعاء هو العبادة”، وقال صلى الله عليه وسلم: “من لم يسأل الله يغضب عليه”، وقال صلى الله عليه وسلم: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فاعبدوا الله وادعوه”.
3. الدعاء في طلب الرزق مستجاب بإذن الله تعالى، وقد روى الإمام البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما من عبدٍ مسلم يدعو الله بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ إلا استجاب الله له”، وقال صلى الله عليه وسلم: “الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض”.
ثالثاً: آداب الدعاء في طلب الرزق:
1. أن يكون الدعاء مخلصاً لله تعالى، لا شريك له فيه، وأن يكون الداعي متيقناً بإجابة الله تعالى لدعائه، وأن يكون الداعي ذا خشوعٍ وتذللٍ بين يدي الله تعالى.
2. أن يكون الدعاء موافقاً لشرع الله تعالى، فلا يدعو بما حرمه الله تعالى، ولا بما فيه ضرر له أو لغيره، وأن يدعو بما فيه مصلحة له في دينه ودنياه.
3. أن يكون الدعاء مستمراً، ولا ييأس الداعي من إجابة الله تعالى لدعائه، وأن يلح في الدعاء ويدعو بإلحاحٍ وتضرع، وأن يدعو في أوقات الإجابة، كآخر الليل، وعند السحر، وفي يوم الجمعة، وعند الأذان.
رابعاً: صفات الرزاق ذي القوة المتين:
1. الرزاق هو الله وحده، وهو الذي يرزق كل نفسٍ ما كتب لها من رزق، وهو الذي بيده خزائن السماوات والأرض، وهو الذي يوسع على من يشاء ويضيق على من يشاء.
2. ذو القوة المتين هو الله وحده، وهو الذي لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض، وهو الذي يقدر على كل شيء، وهو الذي لا يغلب ولا يقهَر.
3. القوي هو الله وحده، وهو الذي لا يغلبه أحدٌ، وهو الذي لا يعجزه شيء، وهو الذي يفعل ما يشاء متى شاء وكيف شاء.
خامساً: الرزق الحلال والرزق الحرام:
1. الرزق الحلال هو ما كسبه الإنسان من عملٍ مباحٍ، وهو ما لم يكن فيه إثمٌ أو ضرر، وهو ما لم يكن فيه غشٌ أو خداع أو سرقة.
2. الرزق الحرام هو ما كسبه الإنسان من عملٍ محرّمٍ، وهو ما كان فيه إثمٌ أو ضرر، وهو ما كان فيه غشٌ أو خداع أو سرقة.
3. يجب على المسلم أن يحرص على كسب الرزق الحلال، وأن يجتنب كسب الرزق الحرام، وأن يتقي الله في معاملاته وأعماله، وأن لا يأكل إلا من رزقٍ حلال.
سادساً: شكر الله تعالى على الرزق:
1. شكر الله تعالى على الرزق هو من أعظم العبادات، وهو من أهم أسباب زيادة الرزق، وقد أمرنا الله تعالى أن نشكره على نعمه فقال: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}.
2. شكر الله تعالى على الرزق يكون بالقلب واللسان والجوارح، فبالقلب يكون بتعظيم النعمة وتقديرها، وباللسان يكون بالحمد والثناء على الله تعالى، وبالجوارح يكون باستخدام النعمة فيما يحبه الله تعالى ويرضاه.
3. شكر الله تعالى على الرزق يوجب زيادته، وقد روى الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من شكر الله زاده الله”، وقال صلى الله عليه وسلم: “من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير”.
سابعاً: الدعاء بزيادة الرزق:
1. الدعاء بزيادة الرزق من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روى الإمام البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك”.
2. الدعاء بزيادة الرزق مستجاب بإذن الله تعالى، وقد روى الإمام مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قال اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، اللهم مالك الملك آتني من فضلك رزقاً واسعاً طيباً حلالاً لا كد فيه ولا مشقة فيه ولا شرك فيه ولا حزن فيه ارزقني يا أرحم الراحمين”.
3. ينبغي للداعي أن يكون ذا خشوعٍ وتذللٍ بين يدي الله تعالى، وأن يدعو بإلحاحٍ وتضرع، وأن يدعو في أوقات الإجابة، كآخر الليل، وعند السحر، وفي يوم الجمعة، وعند الأذان.
الخاتمة:
الحمد لله الذي رزقنا من فضله العظيم، ونعمه الجمّة التي لا تحصى ولا تعد، والشكر له على ما أولانا من مننٍ عظيمة، ورحماتٍ واسعة، وهو الذي بيده خزائن السماوات والأرض، وهو الرزاق ذو القوة المتين، الذي لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض، وهو الذي يرزق كل نفسٍ ما كتب لها من رزق، فسبحانه وتعالى ما أعظم قدرته، وأجلّ شأنه.