بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم يا رزاق يا ذا القوة المتين ارزقني
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، أما بعد؛ فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله: “أفضل العبادة الدعاء”، وللدعاء مكانة عظيمة في الإسلام، وقد حثّنا الله تعالى ورسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- على الدعاء، ووعدنا بالإجابة، فكان من أجمل الأدعية وأفضلها دعاء الرزق، فالرزق من الله تعالى وحده، وهو الذي يقدر الأرزاق ويقسمها بين عباده، قال تعالى: “وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ” (سورة هود، الآية 6).
1. فضل الدعاء بالرزق:
– قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ” (رواه الترمذي).
– عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا يقولن أحدكم اللهم ارزقني وهو لا يعمل، فإنه لن ينزل من السماء شيء” (رواه البخاري).
– قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الدعاء هو العبادة” (رواه أبو داود).
2. آداب الدعاء بالرزق:
– الإخلاص في الدعاء لله تعالى وحده، وعدم الإشراك به أحدًا.
– استحضار عظمة الله تعالى ورحمته، والتذلل إليه والدعاء إليه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا.
– الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس، ومواصلة الدعاء حتى يستجيب الله تعالى.
– التضرع إلى الله تعالى والتذلل له، والاعتراف بالتقصير والذنب.
– الثقة بإجابة الله تعالى وعدم اليأس من رحمته.
3. مواطن الإجابة للدعاء بالرزق:
– الدعاء بعد الفرائض، كصلاة الفجر والفجر والعصر والمغرب والعشاء.
– الدعاء في السجود، فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
– الدعاء بين الأذان والإقامة.
– الدعاء في الثلث الأخير من الليل.
– الدعاء عند نزول المطر.
4. صيغ الدعاء بالرزق:
– “اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا، ولا تجعل فيه شركًا ولا ضيقًا ولا بأسًا”.
– “اللهم ارزقني رزقًا طيبًا حلالًا، يكفيني وعيالي، ويغنيني عن سؤال الناس”.
– “اللهم ارزقني رزقًا مباركًا، يبارك فيه لي ولعيالي ولمن ينفق عليه”.
– “اللهم ارزقني رزقًا لا ينقطع، ولا يضيق، ولا يفتقرني إلى أحد من خلقك”.
5. أسباب زيادة الرزق:
– الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه، والإكثار من الدعاء له والإلحاح فيه.
– العمل الصالح والجهاد في سبيل الله، قال تعالى: “وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ” (سورة العنكبوت، الآية 6).
– صلة الرحم والإحسان إلى الجار والفقير والمسكين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ بَسَطَ يَدَهُ إِلَى نَاسٍ أَوْ قَرَابَةٍ بِصَدَقَةٍ بَسَطَ اللَّهُ يَدَهُ بِالْخَيْرِ مَا بَسَطَتْ يَدُهُ” (رواه أحمد).
– الصدقة والإحسان إلى المحتاجين، قال تعالى: “الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لَيْلًا وَنَهَارًا سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” (سورة البقرة، الآية 274).
6. أسباب نقص الرزق:
– الكفر بالله تعالى وعدم الدعاء له، قال تعالى: “وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ” (سورة الأعراف، الآية 96).
– قطع صلة الرحم والإساءة إلى الجار والفقير والمسكين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لَا يَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ” (رواه مسلم).
– البخل والشح، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “البخيل بعيد من الله، بعيد من الناس، بعيد من الجنة، قريب من النار” (رواه الترمذي).
– الكذب والغش والسرقة والزنا وشرب الخمر والمخدرات، قال تعالى: “وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ” (سورة النساء، الآية 14).
7. دعاء الرزق المستجاب:
– “يا رزاق يا كريم يا وهاب، ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا، يغنيني عن سؤال الناس”.
– “اللهم إني أسألك رزقًا واسعًا طيبًا حلالًا، يكفيني وعيالي، ولا تجعل فيه شركًا ولا ضيقًا ولا بأسًا”.
– “اللهم إني أسألك رزقًا مباركًا، يبارك فيه لي ولعيالي ولمن ينفق عليه”.
الخاتمة:
وفي الختام؛ فقد تبين لنا فضل الدعاء بالرزق، وآدابه، ومواطن الإجابة له، وصيغه، وأسباب زيادة الرزق ونقصه، وكذلك أدعية الرزق المستجابة. سائلين الله تعالى أن يرزقنا رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا، ويكفينا شر السؤال.