اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك

اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك

اللھم یا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن القلب هو جوهر الإنسان ولبّه، وهو الذي يميزه عن سائر المخلوقات، وهو الذي يحمل مشاعره وأفكاره وعقائده. ولذلك فإن القلب هو الهدف الأول للشيطان، فهو يسعى دائمًا إلى إفساده وإغوائه وإبعاده عن طريق الحق والهدى.

ولكي نحمي قلوبنا من الشيطان ومن كل ما يفسدها، فعلينا أن ندعو الله تعالى أن يثبتها على دينه، وأن يجعلها قويةً صامدةً أمام كل الفتن والابتلاءات.

1. فضل الدعاء بتثبيت القلب على الدين

إن الدعاء بتثبيت القلب على الدين هو من أفضل الأدعية وأحبها إلى الله تعالى، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة منها:

– عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصيام فإنه له وجاء”.

– عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال: اللهم يا مسخر الرياح، وسارب السحاب، ورازق العباد، أنزل علينا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين”، استجاب الله له”.

– عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي، اللهم أجرني من شر ما خلق”، لم يضره شيء”.

2. كيفية الدعاء بتثبيت القلب على الدين

لا توجد صيغة محددة للدعاء بتثبيت القلب على الدين، ولكن يمكن أن ندعو الله تعالى بأي صيغة نريدها، المهم أن يكون الدعاء صادقا من القلب.

ومن الأدعية التي يمكن أن ندعو بها:

– اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك.

– اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.

– اللهم يا هادي القلوب ثبت قلبي على دينك.

– اللهم يا نور القلوب ثبت قلبي على دينك.

– اللهم يا ولي القلوب ثبت قلبي على دينك.

3. أسباب عدم ثبات القلب على الدين

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى عدم ثبات القلب على الدين، منها:

– الجهل بالدين: إن الجهل بالدين يؤدي إلى عدم معرفة الأحكام الشرعية، وبالتالي إلى ارتكاب المعاصي والذنوب، وهذا يؤدي إلى ضعف القلب وفساده.

– ضعف الإيمان: إن ضعف الإيمان يؤدي إلى عدم الثقة بالله تعالى وعدم الخوف من عقابه، وهذا يؤدي إلى الاستهانة بالدين والتقصير في العبادات.

– حب الدنيا: إن حب الدنيا والحرص عليها يؤدي إلى إشغال القلب بها وإبعادها عن الآخرة، وهذا يؤدي إلى ضعف القلب وفساده.

– صحبة السوء: إن صحبة السوء تؤدي إلى التأثر بالأخلاق السيئة والصفات الذميمة، وهذا يؤدي إلى ضعف القلب وفساده.

4. آثار ثبات القلب على الدين

إن ثبات القلب على الدين له العديد من الآثار الإيجابية، منها:

– تقوى الله تعالى: إن ثبات القلب على الدين يؤدي إلى تقوى الله تعالى ومراقبته في السر والعلن، وهذا يؤدي إلى اجتناب المعاصي والذنوب والحرص على طاعة الله تعالى.

– قوة الإيمان: إن ثبات القلب على الدين يؤدي إلى قوة الإيمان بالله تعالى وبرسله وكتبه وباليوم الآخر، وهذا يؤدي إلى الصبر والثبات على الدين في وجه الفتن والابتلاءات.

– حب الآخرة: إن ثبات القلب على الدين يؤدي إلى حب الآخرة والحرص عليها، وهذا يؤدي إلى العمل الصالح والتقرب إلى الله تعالى.

– السعادة في الدنيا والآخرة: إن ثبات القلب على الدين يؤدي إلى السعادة في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا يحيا الإنسان مطمئن القلب سليم الصدر، وفي الآخرة ينال الجنة والنعيم المقيم.

5. كيفية الحفاظ على ثبات القلب على الدين

ولكي نحافظ على ثبات القلب على الدين، فعلينا أن نحرص على ما يلي:

– تعلم الدين: علينا أن نتعلم الدين جيدًا ومعرفة أحكامه الشرعية، وهذا يمكن أن يكون من خلال قراءة الكتب الإسلامية وحضور الدروس والمحاضرات الدينية.

– تقوية الإيمان: علينا أن نقوي إيماننا بالله تعالى وبرسله وكتبه وباليوم الآخر، وهذا يمكن أن يكون من خلال تلاوة القرآن الكريم وذكر الله تعالى والدعاء والتضرع إليه.

– الزهد في الدنيا: علينا أن نزهد في الدنيا ونعلم أنها دار فانية وأن الآخرة هي دار البقاء، وهذا يمكن أن يكون من خلال التفكر في الموت وفي زوال الدنيا.

– اجتناب صحبة السوء: علينا أن نجتنب صحبة السوء ونصاحب الأخيار والصالحين، وهذا يمكن أن يكون من خلال اختيار الأصدقاء بعناية.

6. دعاء تثبيت القلب على الدين

اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك، وأعذني من شر نفسي ومن شر الشيطان الرجيم.

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك، وأعذني من زوال النعمة وتحول العافية.

اللهم يا هادي القلوب ثبت قلبي على صراطك المستقيم، وأعذني من الضلال والفتن ما ظهر منها وما بطن.

خاتمة

إن القلب هو جوهر الإنسان ولبّه، وهو الذي يميزه عن سائر المخلوقات، وهو الذي يحمل مشاعره وأفكاره وعقائده. ولهذا فإن القلب هو الهدف الأول للشيطان، فهو يسعى دائمًا إلى إفساده وإغوائه وإبعاده عن طريق الحق والهدى.

ولكي نحمي قلوبنا من الشيطان ومن كل ما يفسدها، فعلينا أن ندعو الله تعالى أن يثبتها على دينه، وأن يجعلها قويةً صامدةً أمام كل الفتن والابتلاءات.

أضف تعليق