اللهم يا مقلب القلوب ثَبِّتْ قلبي على دينك وعلى طاعتك

اللهم يا مقلب القلوب ثَبِّتْ قلبي على دينك وعلى طاعتك

اللهم يا مقلب القلوب ثَبِّتْ قلبي على دينك وعلى طاعتك

المقدمة:

في خضم الحياة المتقلبة وتياراتها المتلاطمة، يقف الإنسان في مهب الريح، قلبه يتأرجح بين المد والجزر، يبحث عن مرسى ثابت يرسو عليه سفينة روحه المضطربة، فيجد ضالته في دعاء خالص لله تعالى: “اللهم يا مقلب القلوب ثبِّت قلبي على دينك وعلى طاعتك”.

1. القلب وعلاقته بالإيمان:

القلب هو مركز الإنسان ومنبع مشاعره وأفكاره وقراراته، وهو وعاء الإيمان، فإذا صلح القلب صلحت الجوارح والأفعال، وإذا فسد القلب فسدت الجوارح والأفعال.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب”.

القلب هو الذي يميز الإنسان عن سائر المخلوقات، فهو الذي يجعله خليفة الله في الأرض، وهو الذي يجعله أهلاً للثواب والعقاب.

2. تقلب القلب وخطره:

القلب بطبيعته متقلب، يتأثر بالعوامل الخارجية والداخلية، وقد ينحرف عن طريق الحق إلى طريق الضلال، وقد ينتقل من الإيمان إلى الكفر، ومن الطاعة إلى المعصية.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء”.

تقلب القلب من الأمور التي يجب أن يحذر منها المؤمن، وأن يسأل الله تعالى أن يثبته على دينه وعلى طاعته.

3. أسباب تقلب القلب:

من أسباب تقلب القلب ضعف الإيمان، فكلما كان الإيمان ضعيفًا كلما كان القلب أكثر عرضة للتقلب.

من أسباب تقلب القلب الغفلة عن ذكر الله تعالى، فكلما غفل القلب عن ذكر الله تعالى كلما كان أكثر عرضة للتقلب.

من أسباب تقلب القلب اتباع الشهوات والملذات، فكلما اتبع القلب الشهوات والملذات كلما كان أكثر عرضة للتقلب.

4. ثبات القلب:

ثبات القلب هو استقراره على الحق وعدم تقلباته، وهو من الأمور التي يجب أن يسعى إليها المؤمن، وهو من أعظم نعم الله تعالى على عباده.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ثبَّت الله قلبه فقد أفلح”.

ثبات القلب يقي الإنسان من الفتن والضلالات، ويجعله صامدًا في وجه الشدائد والابتلاءات.

5. أسباب ثبات القلب:

من أسباب ثبات القلب قوة الإيمان، فكلما كان الإيمان قويًا كلما كان القلب أكثر ثباتًا.

من أسباب ثبات القلب ذكر الله تعالى، فكلما ذكر القلب الله تعالى كلما كان أكثر ثباتًا.

من أسباب ثبات القلب اتباع السنة النبوية، فكلما اتبع القلب السنة النبوية كلما كان أكثر ثباتًا.

6. الدعاء لثبات القلب:

من أهم الوسائل التي تساعد على ثبات القلب الدعاء إلى الله تعالى، فالدعاء من أعظم العبادات، وهو من أقرب الوسائل إلى الله تعالى.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”.

ينبغي للمؤمن أن يدعو الله تعالى أن يثبت قلبه على دينه وعلى طاعته.

7. آثار ثبات القلب:

من آثار ثبات القلب السعادة في الدنيا والآخرة، فالقلب الثابت مطمئن ساكن، خال من القلق والاضطراب.

من آثار ثبات القلب النجاة من الفتن والضلالات، فالقلب الثابت لا ينحرف عن طريق الحق إلى طريق الضلال.

من آثار ثبات القلب الفوز بالجنة، فالقلب الثابت هو الذي يدخل صاحبه الجنة.

الخاتمة:

ثبات القلب هو أعظم نعمة من نعم الله تعالى على عباده، وهو من أهم أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، فينبغي للمؤمن أن يسعى إلى ثبات قلبه على دينه وعلى طاعته، وأن يدعو الله تعالى أن يثبت قلبه على دينه وعلى طاعته.

أضف تعليق