العنوان: اللهم يا من لا يشغله سمع عن سمع
المقدمة:
اللهم يا من لا يشغله سمع عن سمع ولا يعجزه حضر مع غائب، يا من لا يشغله شأن عن شأن، ولا يفتر ولا ينام، إلهنا وإله كل شيء، نحمدك ونسبحك ونشكرك على ما أنعمت علينا من نعماك الظاهرة والباطنة، فلك الحمد والشكر والمنة.
1. الصفات الإلهية التي لا يشغلها شيء:
إن الله تعالى يمتاز بالعديد من الصفات الإلهية التي لا يشغله عنها شيء، ومن هذه الصفات:
الأحدية: فهو الله الواحد الأحد، لا شريك له ولا نظير، وهو الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو على كل شيء قدير.
السميع: وهو الذي يسمع كل شيء، لا يفوته شيء من أصوات العباد، ولا خفيا ولا جهرا.
البصير: وهو الذي يرى كل شيء، لا يخفى عليه شيء في السماوات ولا في الأرض، وهو على كل شيء شهيد.
العليم: وهو الذي يعلم كل شيء، يعلم الغيب والشهادة، يعلم ما كان وما سيكون وما هو كائن، يعلم ما في الصدور وما تخفي النفوس.
القادر: وهو الذي يقدر على كل شيء، لا يعجزه شيء، وهو على كل شيء قدير.
2. قدرة الله تعالى على الإحاطة بكل شيء:
يحيط الله تعالى بكل شيء علما وقدرة، لا يخفى عليه شيء في السماوات ولا في الأرض، ولا في البحار ولا في الجبال، ولا في أعماق الأرضين، ولا في عقول البشر وخواطرهم.
يعلم الله تعالى عدد ذرات الرمال في الصحراء، وعدد قطرات الماء في البحار، وعدد أوراق الشجر في الغابات، وعدد نجوم السماء ومداراتها.
لا يفوته شيء من أعمال العباد، ولا تخفى عليه خلجات قلوبهم، يعلم ما يسرون وما يعلنون، يعلم ما يفعلون وما ينوون، يعلم ما يخطر ببالهم وما يسرونه في نفوسهم.
3. عناية الله تعالى بعباده:
يعنى الله تعالى بعباده، يرزقهم وينعم عليهم ويحفظهم من كل مكروه، ويجيب دعواتهم ويكشف كرباتهم ويغفر ذنوبهم.
يراقب الله تعالى أعمال عباده، ويعلم ما يفعلون وما ينوون، ويثيبهم على أعمالهم الصالحة ويعاقبهم على أعمالهم السيئة.
يرسل الله تعالى الرسل والأنبياء لهداية عباده وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ويبين لهم ما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم.
4. توحيد الله تعالى:
توحيد الله تعالى هو أساس الدين الإسلامي، وهو أولى واجبات المؤمنين، وهو توحيده في الربوبية والإلهية والأسماء والصفات.
توحيد الله تعالى في الربوبية هو الإيمان بأنه وحده هو الخالق المدبر المتصرف في هذا الكون الفسيح، وهو الذي خلق كل شيء وصوره على أحسن تقويم.
توحيد الله تعالى في الإلهية هو الإيمان بأنه وحده هو المستحق للعبادة دون سواه، وهو الذي يجب أن يتوجه إليه العبيد بالصلاة والدعاء والذبح والنذر وغير ذلك من أنواع العبادة.
5. دعاء العباد إلى الله تعالى:
يدعو العباد إلى الله تعالى في كل وقت وحين، يدعونه في السراء والضراء، يدعونه في الشدة والرخاء، يدعونه في الصحة والمرض، يدعونه في الغنى والفقر.
يستجيب الله تعالى لدعاء العباد، ويجيب طلباتهم، ويكشف كرباتهم، ويحقق أمانيهم، ويغفر ذنوبهم.
ينبغي للعبد أن يكون كثير الدعاء إلى الله تعالى، وأن يلح في دعائه، وأن يتضرع إليه ويتذلل بين يديه، وأن يحسن ظنه بالله تعالى.
6. ثناء العباد على الله تعالى:
يثني العباد على الله تعالى في كل وقت وحين، يثنون عليه في السراء والضراء، يثنون عليه في الشدة والرخاء، يثنون عليه في الصحة والمرض، يثنون عليه في الغنى والفقر.
يحمد العباد الله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة، يحمدونه على نعمة الإسلام والإيمان، يحمدونه على نعمة العقل والصحة، يحمدونه على نعمة الرزق والأمن، يحمدونه على نعمة الأهل والأولاد.
ينبغي للعبد أن يكون كثير الثناء على الله تعالى، وأن يحمده على نعمه الظاهرة والباطنة، وأن يعترف بفضله وإحسانه.
7. شكر العباد لله تعالى:
يشكر العباد الله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة، يشكرونه على نعمة الإسلام والإيمان، يشكرونه على نعمة العقل والصحة، يشكرونه على نعمة الرزق والأمن، يشكرونه على نعمة الأهل والأولاد.
يبين الله تعالى لعباده طرق شكر نعمه، فيأمرهم بالعبادة والطاعة، ويأمرهم بالصبر على البلاء والابتلاء، ويأمرهم بالإنفاق في سبيل الله، ويأمرهم بإحسان إلى الوالدين والأقربين واليتامى والمساكين.
ينبغي للعبد أن يكون كثير الشكر لله تعالى، وأن يشكره على نعمه الظاهرة والباطنة، وأن يعترف بفضله وإحسانه.
الخاتمة:
اللهم يا من لا يشغله سمع عن سمع، ولا يعجزه حضر مع غائب، يا من لا يشغله شأن عن شأن، ولا يفتر ولا ينام، إلهنا وإله كل شيء، نحمدك ونسبحك ونشكرك على ما أنعمت علينا من نعماك الظاهرة والباطنة، فلك الحمد والشكر والمنة.