اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خاتمُ النبيين والمرسلين
المُقَدِّمَة:
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو نبيُّ الله وخاتمُ أنبيائه، أُرسل إلى الناس كافة لهدايتهم إلى عبادة الله الواحد الأحد، وإخراجهم من الظُلمات إلى النور، وقد بلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة ونصح الأمة، فكان رحمةً للعالمين، وقد أثنى الله عليه في كتابه الكريم، فقال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107].
مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ السَّلامُ نَبِيٌّ خاتمٌ:
1. الختمُ بالنبوة:
– ختم الله النبوة بمحمدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فلا نبي بعده ولا رسول، قال تعالى: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّنْ رِّجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب: 40].
– وقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أُوتِيتُ مَا لَمْ يُؤْتَهُ نَبِيٌّ قَبْلِي، أُعْطِيتُ الْجَامِعَ وَالْمُوجِزَ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً”.
2. كمال الدين بالإسلام:
– أكمل الله الدين بالإسلام، وأتم النعمة على عباده، قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: 3].
– وقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ”.
3. صيانةُ الشريعةِ من التبديل والتحريف:
– حفظ الله الشريعة الإسلامية من التبديل والتحريف، قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9].
– وقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ”.
مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ السَّلامُ قُدْوَةٌ لجميع المسلمين:
1. أخلاقه الكريمة:
– كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على خلق عظيم، قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4].
– وقد وصفه ربه بأنه رحيم بالمؤمنين، قال تعالى: ﴿لَّقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [التوبة: 128].
2. عبادته لله وحده:
– كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعبد الله وحده لا شريك له، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162-163].
– وقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أُوْحِيَ إِلَيَّ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّكَ وَأُخْلِصَ لَهُ الدِّينَ”.
3. جهاده في سبيل الله:
– جاهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سبيل الله حتى بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، قال تعالى: ﴿جَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا﴾ [الحج: 78].
– وقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَتُهُ الْجِهَادُ”.
مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ السَّلامُ رحمة للعالمين:
1. رسالته للناس كافة:
– أرسل الله تعالى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الناس كافة، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107].
– وقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً”.
2. دعوته إلى عبادة الله وحده:
– دعا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ﴾ [آل عمران: 64].