الله يكفينا شر

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

في هذا المقال، سنتحدث عن فضل الله تعالى علينا وكفايته لنا شرور أنفسنا وشرور الناس، وذلك من خلال الحديث عن دلائل كفايته سبحانه وتعالى لنا الشرور، وأنواع الشرور التي يكفينا الله إياها، ونتائج كفايته لنا الشرور، وغير ذلك من الأمور المتعلقة بهذا الموضوع.

فضائل الله تعالى علينا وكفايته لنا الشرور

إن الله تعالى فاضل علينا في كثير من الأمور، ومن أهم هذه الفضائل أنه يكفينا شرور أنفسنا وشرور الناس. وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الكثير من النصوص التي تدل على ذلك، منها:

1. قوله تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [غافر: 61].

2. قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67].

3. قوله تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [النساء: 85].

4. قوله تعالى: {وَهُوَ الْكَافِي} [النساء: 131].

أنواع الشرور التي يكفينا الله إياها

يكفينا الله تعالى شرورًا كثيرة، منها:

1. شرور النفس: وهي الشرور التي تصدر عن النفس البشرية، مثل: الكفر، والفسوق، والعصيان، والشهوات، والغضب، والحسد، والرياء، وغير ذلك.

2. شرور الشيطان: وهو عدو الإنسان المبين، يسعى بكل جهده لإغوائه وإضلاله، ويوسوس له بالشرور والمعاصي.

3. شرور الناس: وهم الذين يؤذون الآخرين بألسنتهم وأيديهم، مثل: الظلم، والعدوان، والسرقة، والسب، والشتم، والنميمة، وغير ذلك.

4. شرور الدنيا: وهي الشرور التي تصيب الإنسان في حياته الدنيا، مثل: الفقر، والمرض، والكوارث الطبيعية، والحروب، والفتن، وغير ذلك.

نتائج كفايته لنا الشرور

إن كفايته تعالى لنا الشرور له نتائج عظيمة، منها:

1. تكثير العبادة: فعندما يكفي الله المرء شرور نفسه وشرور الناس، فإنه يستطيع أن يتفرغ لعبادة الله تعالى، والتقرب إليه بالنوافل بعد الفرائض.

2. حصول السعادة في الدنيا والآخرة: فالسعادة في الدنيا والآخرة لا يمكن أن تتحقق إلا بتوقي الشرور والمحافظة على الطاعات، وكفايته تعالى لنا الشرور يسهل علينا تحقيق ذلك.

3. حصول الأمن والسلام: فكما ذكرنا، إن من الشرور التي يكفينا الله إياها شرور الناس، وهذا الأمر يحقق الأمن والسلام في المجتمع، ويجعل الناس يعيشون في طمأنينة وراحة.

كيف نستعين بالله تعالى على كفايته لنا الشرور؟

هناك أمور يمكننا أن نفعلها لنستعين بالله تعالى على كفايته لنا الشرور، منها:

1. الإيمان بالله تعالى: فالإيمان بالله تعالى هو الأساس الذي تبنى عليه كل العبادات والطاعات، والإيمان بأن الله تعالى هو وحده القادر على كفايته لنا الشرور يجعلنا نلجأ إليه ونتوكل عليه.

2. الدعاء إلى الله تعالى: فالدعاء إلى الله تعالى هو من أهم العبادات التي يمكننا أن نتوجه بها إليه، وعند الدعاء إلى الله تعالى بكفايته لنا الشرور، فإننا نؤكد له أننا نعتمد عليه وحده، ونعلم أنه هو وحده القادر على ذلك.

3. الحرص على الطاعات واجتناب المعاصي: فكما ذكرنا، إن من أسباب كفايته تعالى لنا الشرور هو تكثير العبادات والمحافظة على الطاعات واجتناب المعاصي، فكلما كثرنا العبادات والطاعات، كلما زادت كفايته تعالى لنا الشرور.

الخاتمة

وفي الختام، فإن كفايته تعالى لنا الشرور هي نعمة عظيمة يجب أن نشكره عليها، ونبادله بالعبادة والطاعة والتقرب إليه بالنوافل بعد الفرائض، ولا يسعنا إلا أن نقول: الحمد لله الذي فضل علينا في كثير من الأمور، ومن ذلك أنه يكفينا شرور أنفسنا وشرور الناس، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لشكر نعمه، وأن يعصمنا من شرور أنفسنا وشرور الناس، وأن يعيننا على تكثير العبادات والطاعات واجتناب المعاصي، وأن يجعلنا من الذين يكفيهم شرور الدنيا والآخرة، إنه سميع مجيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *