الله يحفظك من كل شر
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الله يحفظك من كل شر، هو دعاء جميل يقال للمسلم عند الخروج من المنزل أو عند السفر أو عند أي مناسبة أخرى. وهو دعاء جامع لكل خير، فهو يدعو للمسلم بالحفظ من كل شر، سواء كان شرًا مرئيًا أو غير مرئي، شرًا دنيويًا أو شرًا أخرويًا.
1. الحفظ من شرور النفس:
النفس هي أول الشرور وأعظمها، وهي مصدر كل شرور الدنيا والآخرة. قال تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [يوسف: 53].
والحفظ من شرور النفس يكون بالتقوى والصلاح والإيمان بالله تعالى. قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 128].
2. الحفظ من شرور الشيطان:
الشيطان عدو للإنسان، وهو يسعى لإغوائه وإضلاله وإخراجه عن الطريق الصحيح. قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ عَدُوٌّ لَكُمْ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} [فاطر: 6].
والحفظ من شرور الشيطان يكون بالاستعاذة بالله تعالى منه، وقراءة القرآن الكريم، والذكر والدعاء. قال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} [الأعراف: 200].
3. الحفظ من شرور الدنيا:
الدنيا دار ابتلاء وفتنة، وهي مليئة بالشرور والمصائب. قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ} [البقرة: 155].
والحفظ من شرور الدنيا يكون بالصبر والرضا بقضاء الله تعالى، والتوكل عليه في كل الأمور. قال تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ} [البقرة: 216].
4. الحفظ من شرور الآخرة:
الآخرة هي دار الجزاء، وهي يوم القيامة الذي يحاسب فيه الناس على أعمالهم في الدنيا. قال تعالى: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79].
والحفظ من شرور الآخرة يكون بالإيمان بالله تعالى واليوم الآخر، واتباع أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه. قال تعالى: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [آل عمران: 131].
5. الحفظ من شرور الناس:
الناس متفاوتون في أخلاقهم وطباعهم، وبعضهم قد يكون شريرًا أو حاسدًا أو حاقدًا. قال تعالى: {وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} [البقرة: 204].
والحفظ من شرور الناس يكون باللجوء إلى الله تعالى والتوكل عليه، والتسامح والعفو عن المسيئين. قال تعالى: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَالسَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34].
6. الحفظ من شرور الحوادث:
الحوادث هي أمور مفاجئة وغير متوقعة، وقد تكون سببًا في إصابة الإنسان بالأذى أو الموت. قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد: 22].
والحفظ من شرور الحوادث يكون باليقظة والحذر والانتباه، وتجنب الأماكن الخطرة أو الأفعال المتهورة. قال تعالى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195].
7. الحفظ من شرور الأمراض:
الأمراض هي من ابتلاءات الدنيا، وقد تكون سببًا في ألم الإنسان أو موته. قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].
والحفظ من شرور الأمراض يكون بالاعتدال في الطعام والشراب والنوم، وممارسة الرياضة بانتظام، واتباع تعليمات الأطباء. قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].
الخاتمة:
الله يحفظك من كل شر، هو دعاء جميل يقال للمسلم عند الخروج من المنزل أو عند السفر أو عند أي مناسبة أخرى.