مقدمة
المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فهذه الآية الكريمة من سورة التوبة تحثنا على أن نكون عونًا لبعضنا البعض وأن نتعاون على البر والتقوى وأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، فالمؤمنون والمؤمنات هم إخوة وأخوات في الدين، وعلينا أن نرأف ببعضنا البعض وأن نتعاون على الخير.
التوادد والتعاون
والتوادد والتعاون بين المؤمنين والمؤمنات هو أمر واجب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا»، وقال أيضًا: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، فالمؤمنون والمؤمنات يجب أن يكونوا متعاضدين ومتعاونين ومتراحمين، وأن يقفوا مع بعضهم البعض في السراء والضراء.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والمؤمنون والمؤمنات مكلفون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهذا واجب من واجبات الدين الإسلامي، وقد قال الله تعالى: «ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان»، فالمؤمنون والمؤمنات يجب أن يكونوا حريصين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يقفوا في وجه الظلم والفساد.
التناصح والتواصي بالحق
والمؤمنون والمؤمنات مكلفون بالتناصح والتواصي بالحق، فهذا من صفات المؤمنين الصالحين، فقد قال الله تعالى: «والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة»، فالمؤمنون والمؤمنات يجب أن يتناصحوا فيما بينهم وأن يتذكروا بآيات الله ويحثوا بعضهم البعض على فعل الخير واجتناب الشر.
الرحمة والتراحم
والمؤمنون والمؤمنات يجب أن يكونوا رحماء ببعضهم البعض، فقد قال الله تعالى: «والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لا يرحم لا يرحم»، فالمؤمنون والمؤمنات يجب أن يكونوا رحماء ببعضهم البعض وأن يتعاطفوا مع من وقع في ضائقة أو كرب أو شدة.
الصبر على الأذى
والمؤمنون والمؤمنات يجب أن يكونوا صابرين على الأذى، فقد قال الله تعالى: «والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصبر نصف الإيمان»، فالمؤمنون والمؤمنات يجب أن يكونوا صابرين على الأذى وعلى الشدائد وعلى المصائب، وأن لا يجزعوا ولا يقنطوا من رحمة الله تعالى.
التوبة والاستغفار
والمؤمنون والمؤمنات يجب أن يكونوا دائمًا تائبين إلى الله تعالى وأن يستغفروه من ذنوبهم، فقد قال الله تعالى: «وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له»، فالمؤمنون والمؤمنات يجب أن يكونوا دائمًا تائبين إلى الله تعالى وأن يستغفروه من ذنوبهم وأن لا ييأسوا من رحمته تعالى.
الخاتمة
والمؤمنون والمؤمنات يجب أن يكونوا متكاتفين ومتعاونين ومتراحمين، وأن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، وأن يتناصحوا فيما بينهم ويتذكروا بآيات الله، وأن يكونوا رحماء ببعضهم البعض وأن يصبر