بحث عن الأمر بالمعروف وَالنَّهْيُ عن المنكر

No images found for بحث عن الأمر بالمعروف وَالنَّهْيُ عن المنكر

مقدمة

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الفرائض الإسلامية التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي من أسباب صلاح المجتمعات ورخائها، فقد قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104].

أنواع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

ينقسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى نوعين:

الأمر والنهي بالقلب: وهو أن ينكر بقلبه ما يراه من منكرات، وينوي امتناع من فعلها.

الأمر والنهي باللسان: وهو أن ينهي عن المنكر الذي يقع أمامه بالكلام، ويدعو من يفعل المنكر إلى تركه وفساده.

الأمر والنهي باليد: وهو أن يمنع من المنكرات باستخدام القوة المادية، وهذا يكون من قبل أولي الأمر والسلطان.

شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

يشترط في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عدة شروط، منها:

العلم بالمعروف والمنكر: فلا يجوز الأمر بالشيء أو النهي عنه إلا بعد معرفة حكمه الشرعي.

القدرة على الأمر والنهي: فلا يجوز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا لمن كان قادرًا على ذلك.

قصد الإصلاح: فلا يجوز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا إذا كان القصد منه إصلاح المنكر وإزالة الفساد.

الحكمة: فلا يجوز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بحكمة، أي بطريقة تؤدي إلى تحقيق المصلحة وتجنب المفاسد.

الرفق والصبر: فلا يجوز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالشدة والعنف، بل بالموعظة الحسنة والتذكرة.

فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فضل عظيم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر كان له أجر خمسين صديقًا”. وقال أيضًا: “من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القرآن الكريم

ورد ذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القرآن الكريم في عدة آيات، منها:

قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104].

قال تعالى: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 3].

قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} [التوبة: 71].

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السنة النبوية

ورد ذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السنة النبوية في العديد من الأحاديث، منها:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدين النصيحة”. قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: “لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم”.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير”.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في التاريخ الإسلامي

كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الفرائض التي اهتم بها المسلمون الأوائل، فقد كان الخلفاء الراشدون وأتباعهم يحرصون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويحاسبون من يفعل المنكرات. وقد كان لهذه السياسة بالغ الأثر في صلاح المجتمع الإسلامي ورخائه.

خاتمة

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الفرائض الإسلامية التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي من أسباب صلاح المجتمعات ورخائها. وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فضل عظيم، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية والتاريخ الإسلامي.