النية محلها القلب

النية محلها القلب

**النية محلها القلب**

**مقدمة**

النية في اللغة هي القصد والعزم، وفي الاصطلاح الشرعي هي القصد إلى فعل العبادة على وجه التقرب إلى الله تعالى، وهي داخلة في صحة العبادة، فإذا لم ينو العبد التقرب بها إلى الله تعالى، لم يعتد بها ولم يكن له بها أجر، قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).

**أنواع النية**

تنقسم النية إلى قسمين:

1- **نية العبادة:** وهي القصد إلى فعل العبادة على وجه التقرب إلى الله تعالى، كنية الصلاة والصوم والزكاة والحج والعمرة وغيرها من العبادات.

2- **نية المعاملة:** وهي القصد إلى فعل المعاملة على وجه التقرب إلى الله تعالى، كنية البيع والشراء والرهن والإجارة والقرض وغيرها من المعاملات.

**شروط النية**

لصحة النية عدة شروط، منها:

1- **أن تكون صادقة:** فلا يجوز أن ينوي العبد شيئًا ويظهر غيره، كأن ينوي الرياء والسمعة في العبادة، أو ينوي الغش والخداع في المعاملة.

2- **أن تكون صريحة:** فلا يجوز أن ينوي العبد شيئًا ويكتفي بالإشارة إليه، بل يجب أن ينطق به بلسانه أو يدل عليه بفعل صريح.

3- **أن تكون محددة:** فلا يجوز أن ينوي العبد شيئًا عامًا، كأن ينوي أن يفعل العبادة لله تعالى، دون أن يحدد أي عبادة ينوي فعلها.

4- **أن تكون مقترنة بالفعل:** فلا يجوز أن ينوي العبد شيئًا ثم يؤخر فعله إلى وقت لاحق، بل يجب أن يقترن النية بالفعل حتى تصح العبادة.

**محل النية**

محل النية هو القلب، فلا يكفي أن ينطق العبد بالنية بلسانه، بل يجب أن ينويها بقلبه أيضًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).

**أهمية النية في العبادات والمعاملات**

للنية أهمية كبيرة في العبادات والمعاملات، فهي التي تميز العبادات عن العادات، والمعاملات المباحة عن المعاملات المحرمة، فإذا لم ينو العبد التقرب إلى الله تعالى في عبادته، لم يعتد بها ولم يكن له بها أجر، وإذا لم ينو العبد التقرب إلى الله تعالى في معاملته، كانت معاملته محرمة.

**أمثلة على النية في العبادات والمعاملات**

1- **النية في الصلاة:** ينوي العبد الصلاة لله تعالى، ويحدد أي صلاة ينوي فعلها، ويقترن النية بالتكبير.

2- **النية في الصوم:** ينوي العبد الصوم لله تعالى، ويحدد أي صوم ينوي فعله، ويقترن النية بالتسحر.

3- **النية في الزكاة:** ينوي العبد إخراج الزكاة لله تعالى، ويحدد نوع الزكاة التي ينوي إخراجها، ويقترن النية بدفع الزكاة إلى مستحقيها.

4- **النية في الحج والعمرة:** ينوي العبد الحج أو العمرة لله تعالى، ويحدد نوع الحج أو العمرة التي ينوي فعلها، ويقترن النية بالإحرام.

5- **النية في البيع والشراء:** ينوي العبد البيع أو الشراء لله تعالى، ويحدد نوع البيع أو الشراء الذي ينوي فعله، ويقترن النية بالعقد.

6- **النية في الرهن والإجارة:** ينوي العبد الرهن أو الإجارة لله تعالى، ويحدد نوع الرهن أو الإجارة التي ينوي فعلها، ويقترن النية بالعقد.

7- **النية في القرض:** ينوي العبد القرض لله تعالى، ويحدد نوع القرض الذي ينوي فعله، ويقترن النية بتسليم القرض للمقترض.

**خاتمة**

النية ركن أساسي في صحة العبادات والمعاملات، فلا يكفي أن يفعل العبد العبادة أو المعاملة، بل يجب أن ينوي التقرب بها إلى الله تعالى، حتى يعتد بها ويكون له بها أجر.

أضف تعليق