امثال وحكم عن الدنيا

مقدمة

الدنيا دارٌ فانية، زائلة لا دوام لها، وهي دار اختبار وابتلاء، وطريقٌ إلى الآخرة، وقد حثّنا الإسلام على التأمل في الدنيا والاعتبار بها، والزهد فيها وفي زينتها ومتاعها، والعمل الصالح والاستعداد للآخرة، قال تعالى: {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرًا ثم يكون حطامًا وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}.

1. الدنيا دار فانية

– الدنيا دارٌ فانية، زائلة لا دوام لها، وهي كظلٍ زائل، أو كحلمٍ منام، أو كسرابٍ خادع، قال تعالى: {وكل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون}.

– الدنيا دارٌ غرور، تخدع صاحبها وتُلْهيَُه عن الآخرة، قال تعالى: {وإنما الحياة الدنيا متاع الغرور}.

– الدنيا دارٌ بلاءٍ وابتلاء، يبتلي الله بها عباده ليختبرهم، وليُميّز الخبيث من الطيب، قال تعالى: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم}.

2. الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر

– الدنيا سجنٌ للمؤمن، لأنه لا يجد فيها راحته وسعادته الكاملة، فقلبه معلقٌ بالآخرة، وروحه تتوق إلى جنة النعيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدُّنْيَا سِجْنٌ لِلْمُؤْمِنِ وَجَنَّةٌ لِلْكَافِرِ”.

– الدنيا جنةٌ للكافر، لأنه يجد فيها لذته ومتعته، ويركن إليها ويطمئن بها، قال تعالى: {ومن كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون}.

– المؤمن يعيش في الدنيا بغربةٍ وانقطاع، لا يجد فيها وطنه الحقيقي، ولا أهله وصحبه الحقيقيين، قال تعالى: {إنا جعلناكم خلائف في الأرض فخلف من بعدكم لتعلموا كيف تعملون}.

3. الدنيا مزرعة الآخرة

– الدنيا مزرعةٌ للآخرة، فما يزرعه الإنسان فيها من خير أو شرّ، يحصده في الآخرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدُّنْيَا مَزْرَعَةُ الْآخِرَةِ”.

– من زرع في الدنيا خيرًا، حصد في الآخرة خيرًا، قال تعالى: {ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا}.

– من زرع في الدنيا شرًا، حصد في الآخرة شرًا، قال تعالى: {ومن يكسب إثمًا فإنما يكسبه على نفسه}.

4. الزهد في الدنيا

– الزهد في الدنيا هو عدم الرغبة فيها وفي زينتها ومتاعها، وعدم الركون إليها والطمأنينة بها، قال تعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن الثواب}.

– الزهد في الدنيا لا يعني تركها والإعراض عنها، وإنما يعني عدم الانشغال بها والركون إليها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس الزهد في الدنيا أن تترك الدنيا، ولكن الزهد في الدنيا أن لا تَرْكَنَ إلى الدنيا”.

– الزهد في الدنيا هو من صفات المتقين، الذين يخشون الله حق خشيته، ولا يحرصون على الدنيا وزينتها، قال تعالى: {الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون، وأولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون}.

5. القناعة

– القناعة هي الرضا بما قسم الله للإنسان من رزقٍ ومتاع، وعدم الحسد والطمع فيما عند الآخرين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “القناعة كنز لا ينفد”.

– القناعة من أهم أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قنع بما رزقه الله غني”.

– القناعة تورث محبة الله ورضاه، قال تعالى: {ورضوا بأنفسهم أرضاهم الله وآتاهم من فضله إن الله غفور شكور}.

6. الصبر

– الصبر هو الثبات على الطاعة، وتحمل المصائب والشدائد، وعدم الجزع والقلق، قال تعالى: {واصبر فإن الله مع الصابرين}.

– الصبر من أهم صفات المؤمنين، قال تعالى: {وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون}.

– الصبر يُثاب عليه صاحبه في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور}.

7. الشكر

– الشكر هو الاعتراف بنعمة الله تعالى، والثناء عليه عليها، وإظهارها للناس، قال تعالى: {واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فبحمد الله أصبحتم إخوانًا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون}.

– الشكر من أهم العبادات التي يحبها الله تعالى، قال تعالى: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}.

– الشكر سببٌ لزيادة النعم، قال تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم}.

خاتمة

الدنيا دارٌ فانية، زائلة لا دوام لها، وهي دار اختبار وابتلاء، وطريقٌ إلى الآخرة، وقد حثّنا الإسلام على التأمل في الدنيا والاعتبار بها، والزهد فيها وفي زينتها ومتاعها، والعمل الصالح والاستعداد للآخرة، قال تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا}.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *