المقدمة
الصبر فضيلة عظيمة، وهو من أهم الصفات التي يتحلى بها المسلم، ويتجلى الصبر في مواجهة الصعوبات والشدائد التي تواجه الإنسان في حياته، والصبر ليس مجرد انفعال، ولكنه عمل إرادي، يقوم الإنسان به.
وقد حثنا الله تعالى على الصبر في آيات كثيرة من القرآن الكريم، كما وردت أحاديث نبوية كثيرة تحث على الصبر، وللصبر أنواع وأشكال كثيرة، وقد خص الله تعالى الصابرين بالعديد من الفضائل والمنازل الرفيعة، كما أن الصبر من الأمور التي يتحقق بها أهداف عظيمة، وللصبر آثار عظيمة في حياة الإنسان.
1. فضائل الصبر في القرآن الكريم
– ذكر الله تعالى الصبر في آيات كثيرة من القرآن الكريم، ومن هذه الآيات:
– “وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” [الأنفال: 46].
– “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ” [البقرة: 155-157].
– “فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ” [هود: 49].
2. فضائل الصبر في السنة النبوية
– وردت أحاديث نبوية كثيرة تحث على الصبر، ومن هذه الأحاديث:
– “الصبر نصف الإيمان”, رواه البخاري ومسلم.
– “ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر”, رواه البخاري.
– “إن الله مع الصابرين”, رواه البخاري ومسلم.
3. أنواع وأشكال الصبر
– للصبر أنواع وأشكال كثيرة، ومن أهمها:
– الصبر على الطاعات، وهو أن يداوم المسلم على أداء العبادات، ويصبر على مشاقها وصعوباتها.
– الصبر عن المعاصي، وهو أن يبتعد المسلم عن ارتكاب الذنوب والآثام.
– الصبر على المصائب، وهو أن يتحمل المسلم المصائب والشدائد التي تواجهه في حياته، ولا يتذمر ولا يقنط.
4. منازل الصابرين
– خص الله تعالى الصابرين بالعديد من الفضائل والمنازل الرفيعة، ومن هذه المنازل:
– المغفرة والرحمة، قال تعالى: “وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ” [الزمر: 53-54].
– المحبة، قال تعالى: “وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ” [آل عمران: 146].
– الجزاء العظيم، قال تعالى: “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ” [الزمر: 10].
5. أهداف الصبر
– للصبر أهداف عظيمة، ومن أهمها:
– تحقيق التقوى، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” [البقرة: 153].
– نيل الأجر والثواب من الله تعالى، قال تعالى: “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ” [البقرة: 155-157].
– دخول الجنة، قال تعالى: “وَأُدْخِلِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُرِثُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا” [النساء: 57].
6. آثار الصبر
– للصبر آثار عظيمة في حياة الإنسان، ومن أهمها:
– راحة البال والاطمئنان، قال تعالى: “أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” [الرعد: 28].
– القوة والعزيمة، قال تعالى: “وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ الْيَائِسِينَ” [الحاقة: 48].
– النجاح والفلاح، قال تعالى: “وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” [البقرة: 157].
الخاتمة
الصبر فضيلة عظيمة، وهو من أهم الصفات التي يتحلى بها المسلم، وللصبر فضائل كثيرة في القرآن والسنة، كما أن له أنواع وأشكال كثيرة، وقد خص الله تعالى الصابرين بالعديد من الفضائل والمنازل الرفيعة، وللصبر أهداف عظيمة، وتحقيق هذه الأهداف لا يتم إلا بالصبر، كما أن للصبر آثار عظيمة في حياة الإنسان، لذلك يجب على المسلم أن يتحلى بالصبر في جميع أمور حياته.