الآيات عن البلاء
مقدمة
البلاء هو اختبار الله لعباده المؤمنين ليميز الصابرين والمخلصين منهم عن الذين ضعف إيمانهم وقل صبرهم. وللبلاء أنواع كثيرة منها: المرض والفقر والمصائب والموت وغيرها، وقد ورد ذكر البلاء في القرآن الكريم في آيات كثيرة، وفي هذا المقال سنتناول بعض الآيات التي تتحدث عن البلاء.
أنواع البلاء
1. البلاء الجسدي: مثل المرض والإعاقة والشيخوخة وغيرها.
2. البلاء المالي: مثل الفقر والدين والسرقة وغيرها.
3. البلاء الاجتماعي: مثل فقد الأحبة والموت والظلم وغيرها.
4. البلاء النفسي: مثل الحزن والقلق والاكتئاب وغيرها.
أسباب البلاء
1. الابتلاء: قد يكون البلاء ابتلاء من الله لعباده المؤمنين ليميز الصابرين والمخلصين منهم عن الذين ضعف إيمانهم وقل صبرهم.
2. التكفير عن الذنوب: قد يكون البلاء تكفيرًا عن الذنوب، فالله تعالى قد يعاقب عباده المؤمنين بالبلاء ليكفر عن ذنوبهم ويطهرهم من آثامهم.
3. التربية: قد يكون البلاء تربية من الله لعباده المؤمنين ليعلمهم الصبر والشكر والرضا وغيرها من الصفات الحسنة.
4. الاختبار: قد يكون البلاء اختبارًا من الله لعباده المؤمنين ليرى مدى إيمانهم ومدى صبرهم ومدى توكلهم عليه.
حكم البلاء
1. البلاء سنة من سنن الله في خلقه: فقد ابتلى الله تعالى جميع الأنبياء والرسل والعباد الصالحين.
2. البلاء ليس دليلًا على غضب الله على عباده: فقد يبتلي الله عباده المؤمنين ليختبرهم ويميز الصابرين منهم عن الذين ضعف إيمانهم وقل صبرهم.
3. البلاء فرصة للمؤمنين للتكفير عن ذنوبهم وتربية أنفسهم واكتساب الأجر والثواب من الله تعالى.
فضل الصبر على البلاء
1. الصبر على البلاء من صفات المؤمنين: قال تعالى: “وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” (الأنفال: 46).
2. الصبر على البلاء يرفع المؤمنين درجات في الجنة: قال تعالى: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ” (البقرة: 155-157).
3. الصبر على البلاء يمحو الذنوب: قال تعالى: “وَالَّذِينَ صَبَرُوا عَلَى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ” (الأنفال: 46).
أمثلة على البلاء في القرآن الكريم
1. بلاء سيدنا أيوب: ابتلى الله تعالى سيدنا أيوب بالمرض الشديد وفقدان المال والأولاد، ولكنه صبر على البلاء ولم يتذمر ولم يشك في قدر الله تعالى، بل قال: “إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ” (الأحقاف: 36).
2. بلاء سيدنا يعقوب: ابتلى الله تعالى سيدنا يعقوب بفقد ابنه يوسف، وحزن عليه حزنًا شديدًا، ولكنه صبر على البلاء ولم يتذمر ولم يشك في قدر الله تعالى، بل قال: “وَصَبْرًا جَمِيلًا” (يوسف: 18).
3. بلاء سيدنا يوسف: ابتلى الله تعالى سيدنا يوسف بالسجن والرق، ولكنه صبر على البلاء ولم يتذمر ولم يشك في قدر الله تعالى، بل قال: “رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ” (يوسف: 33).
خاتمة
البلاء سنة من سنن الله في خلقه، وقد ابتلى الله تعالى جميع الأنبياء والرسل والعباد الصالحين، والبلاء ليس دليلًا على غضب الله على عباده، بل قد يكون ابتلاءً أو تكفيرًا عن الذنوب أو تربيةً أو اختبارًا. والصبر على البلاء من صفات المؤمنين، وهو يرفع درجاتهم في الجنة ويمحو ذنوبهم، وقد ضرب لنا القرآن الكريم أمثلة كثيرة على صبر الأنبياء والرسل على البلاء، ومن أهمها صبر سيدنا أيوب وسيدنا يعقوب وسيدنا يوسف عليهم السلام.