المقدمة:
تعد الراحة النفسية من أهم الأشياء التي يسعى إليها الإنسان في حياته، فهي أساس الشعور بالسعادة والرضا عن النفس والحياة. وقد تحدث القرآن الكريم عن الراحة النفسية في العديد من الآيات، والتي تبين لنا كيف يمكن تحقيقها والوصول إليها.
1. ذكر الله تعالى:
– “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب”. (الرعد: 28)
– “أولئك الذين هدى الله، فبهداهم اقتده، قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى، ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً، إن الله غفور شكور”. (الشورى: 23)
– “لو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم، ولأتممنا لهم أجرهم، وهديناهم صراطاً مستقيماً”. (الفرقان: 51)
2. التوكل على الله تعالى:
– “ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شيء قدرا”. (الطلاق: 3)
– “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين”. (غافر: 60)
– “فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره”. (الزلزلة: 7-8)
3. الصبر والرضا بالقضاء والقدر:
– “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”. (البقرة: 155-157)
– “يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة، إن الله مع الصابرين”. (البقرة: 153)
– “وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً، إن الله بما يعملون محيط”. (آل عمران: 120)
4. الدعاء والتضرع إلى الله تعالى:
– “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين”. (غافر: 60)
– “ادعوا ربكم تضرعاً وخفية، إنه لا يحب المعتدين”. (الأعراف: 55)
– “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداع إذا دعان، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”. (البقرة: 186)
5. التسامح والعفو:
– “خُذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين، وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله، إنه سميع عليم”. (الأعراف: 199-200)
– “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين”. (آل عمران: 134)
– “ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم”. (فصلت: 34)
6. ذكر الموت والآخرة:
– “كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور”. (آل عمران: 185)
– “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى، ثم يجزاه الجزاء الأوفى”. (النجم: 39-41)
– “يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم”. (الشعراء: 88-89)
7. صحبة الصالحين:
– “وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيراً ما سبقونا إليه، وإذ لم يهتدوا به فسوف يقولون هذه إفك قديم”. (الجاثية: 18)
– “فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، ولا تستعجل لهم، كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من النهار، بلاغ، هل يهلك إلا القوم الفاسقون”. (الأحقاف: 35)
– “فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب”. (الزمر: 17-18)
الخاتمة:
في ختام هذا المقال، نؤكد على أهمية تحقيق الراحة النفسية في حياة الإنسان، وضرورة السعي إليها بكل الطرق المشروعة. فهذه الراحة هي أساس الشعور بالسعادة والرضا والطمأنينة، وهي التي تجعل الإنسان قادراً على مواجهة تحديات الحياة ومشاقها. ولقد بين لنا القرآن الكريم العديد من الآيات التي تبين لنا كيف يمكن تحقيق هذه الراحة، والتي من أهمها: ذكر الله تعالى، والتضرع إليه بالدعاء، ومحاسبة النفس، والتوكل على الله، والصبر على البلاء، والتسامح والعفو، وصحبة الصالحين.