مقدمة:
الصبر والابتلاء من الموضوعات المهمة التي تناولها القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث حثنا الله تعالى على التحلي بالصبر والمثابرة في مواجهة الشدائد والابتلاءات التي نتعرض لها في حياتنا، ووعدنا بالأجر والثواب العظيم لمن يصبر ويتحمل، وفي هذا المقال سوف نستعرض بعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن الصبر والابتلاء، ونستخلص منها الدروس والعبر.
1. فضل الصبر:
يقول الله تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [البقرة: 155-156].
وفي آية أخرى يقول: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 155-157].
وهذه الآيات تدل على فضل الصبر وأجره العظيم عند الله تعالى، حيث وعد الله الصابرين بالبشارة والرحمة والمغفرة والهداية.
2. أنواع الابتلاءات:
يقول الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 155].
وفي آية أخرى يقول: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [آل عمران: 140].
وهذه الآيات تدل على أن الابتلاءات أنواع مختلفة، قد تكون خوفًا أو جوعًا أو نقصًا في الأموال أو الأنفس أو الثمرات، وأن الله تعالى يبتلي عباده بهذه الابتلاءات لاختبار إيمانهم ولتطهيرهم من الذنوب والخطايا.
3. حكم الابتلاءات:
يقول الله تعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) [العنكبوت: 2].
وفي آية أخرى يقول: (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت: 3].
وهذه الآيات تدل على أن الابتلاءات سنة إلهية لا بد منها، وأن الله تعالى يبتلي عباده لاختبار صدق إيمانهم وتمييز الصادقين من الكاذبين.
4. فوائد الابتلاءات:
يقول الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 155-157].
وفي آية أخرى يقول: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) [النساء: 69].
وهذه الآيات تدل على أن الابتلاءات لها فوائد عديدة، منها أنها تمتحن إيمان العبد وتقربه من الله تعالى، وتكفر عنه ذنوبه وخطاياه، وترفع درجاته في الجنة، وتجعله من أهل الصالحين والمتقين.
5. كيفية التعامل مع الابتلاءات:
يقول الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 155-157].
وفي آية أخرى يقول: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) [النحل: 127-128].
وهذه الآيات تدل على أن أفضل طريقة للتعامل مع الابتلاءات هي الصبر والاحتساب، والتوكل على الله تعالى والاستعانة به، وعدم الجزع والقلق واليأس، والثقة بأن الله تعالى سوف يفرج الكرب ويكشف الغمة.
6. قصص الأنبياء والابتلاءات:
ورد في القرآن الكريم العديد من القصص التي تتحدث عن ابتلاءات الأنبياء والرسل عليهم السلام، وكيف أنهم صبروا وتحملوا هذه الابتلاءات حتى نالوا الأجر والثواب من الله تعالى.
ومن أشهر هذه القصص قصة سيدنا أيوب عليه السلام، الذي ابتلي بمرض شديد استمر معه لسنوات طويلة، ولكنه صبر وتحمل حتى شفاه الله تعالى وأعاد له ما فقده من أهل ومال.