المقدمة:
بدأ الله – عز وجل – دعوة الناس إلى دينه الإسلامي منذ عهد آدم، واستمر في إرسال الرسل والأنبياء لهداية البشر إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ولم يقتصر نطاق الدعوة الإسلامية على العرب فقط، بل شملت أهل الكتاب من اليهود والنصارى. فقد نزلت آيات عديدة في القرآن الكريم تتحدث عن أهل الكتاب، تدعوهم إلى اتباع الإسلام، وتبين لهم حقيقة دينهم، وتنذرهم بالعذاب إن هم أصروا على كفرهم.
1. دعوة أهل الكتاب إلى الإسلام:
يدعو القرآن الكريم أهل الكتاب إلى الإسلام بأسلوب حكيم ولين، ويحضهم على الدخول في دين الله الذي ارتضاه لعباده، قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [آل عمران: 64].
2. ولاية أهل الكتاب:
أخبر القرآن الكريم أن أهل الكتاب هم من أولياء الله المتقين، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: 62].
3. حقيقة دين أهل الكتاب:
بين القرآن الكريم أن دين أهل الكتاب هو ملة إبراهيم، وهي دين الإسلام، قال تعالى: ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ [البروج: 8].
4. تحذير أهل الكتاب من الكفر:
حذر القرآن الكريم أهل الكتاب من الكفر والإصرار عليه، وبين لهم أن عذاب الله شديد، قال تعالى: ﴿وَلَئِنْ كَفَرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 97].
5. إبطال حجج أهل الكتاب:
أبطل القرآن الكريم حجج أهل الكتاب التي كانوا يحتجون بها على عدم اتباعهم للإسلام، وبين لهم بطلانها، قال تعالى: ﴿وَقَالُوا نَكُونُ أَوَّلَ الدَّاخِلِينَ الْجَنَّةَ قَالَ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَيِّنٍ﴾ [البقرة: 81].
6. صفات أهل الكتاب المؤمنين:
ذكر القرآن الكريم صفات أهل الكتاب المؤمنين الذين آمنوا بالإسلام، وأشاد بهم، قال تعالى: ﴿وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [آل عمران: 199].
7. أهل الكتاب في الآخرة:
بين القرآن الكريم مصير أهل الكتاب في الآخرة، وأخبر أن من آمن منهم بالإسلام والعمل الصالح فهو من أهل الجنة، ومن كفر منهم فهو من أهل النار، قال تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ﴾ [الأنبياء: 10].
الخاتمة:
ختامًا، فإن آيات القرآن الكريم عن أهل الكتاب تدعوهم إلى الإسلام، وتبين لهم حقيقة دينهم، وتنذرهم بالعذاب إن هم أصروا على كفرهم. كما تحث المسلمين على التعامل مع أهل الكتاب بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن.