مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد أنعم الله تعالى على البشرية بنبي خاتم، أرسله للعالمين رحمةً وهدىً ونوراً، وهو سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وقد بشر الله بميلاده في آيات كثيرة من كتابه العزيز، ومن خلال هذا المقال سنتعرف على بعض هذه الآيات المباركة.
البشارة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في سورة آل عمران
1. قال تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} (آل عمران: 45).
– وفي هذه الآية الكريمة بشارة واضحة بميلاد عيسى عليه السلام، إذ أخبرت الملائكة مريم عليها السلام بأن الله تعالى سيهب لها ولداً اسمه المسيح عيسى بن مريم، سيكون وجيهاً في الدنيا والآخرة، ومن المقربين.
– وقد جاءت هذه البشارة قبل ولادة عيسى عليه السلام بسنوات عديدة، مما يدل على علم الله تعالى المسبق بكل شيء، وعلى أن ولادة عيسى عليه السلام كانت مقدراً لها أن تحدث.
– كما أن هذه الآية الكريمة فيها إشارة إلى أن عيسى عليه السلام سيكون نبياً عظيماً، إذ أنه من المقربين، وهذا يدل على مكانته العالية عند الله تعالى.
2. قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مُتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (الأنبياء: 34-35).
– وفي هاتين الآيتين الكريمتين إشارة واضحة إلى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مُتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}، وهذا يعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيموت كغيره من البشر.
– كما أن في هاتين الآيتين الكريمتين إشارة إلى أن وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون فتنة للناس، إذ قال تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، وهذا يعني أن وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون اختباراً للناس، ليعلم الله تعالى من منهم الثابت على دينه، ومن منهم المرتد عنه.
– كما أن في هاتين الآيتين الكريمتين إشارة إلى أن وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون رحمة له، إذ قال تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} (الأعراف: 34)، وهذا يعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيقبضه الله تعالى إليه في الوقت الذي قدره له، ولا يستطيع أحد أن يؤخر أو يقدم أجله.
3. قال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} (آل عمران: