مقدمة
الابتلاء هو اختبار من الله تعالى لعباده ليميز الخبيث من الطيب وليظهر ما في قلوبهم من إيمان وصدق، كما قال الله تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ﴾ [العنكبوت: 2].
وقد ابتلى الله تعالى أنبياءه ورسله بالشدائد والمحن، فابتلى إبراهيم عليه السلام بإلقاءه في النار، وابتلى موسى عليه السلام بفرعون وقومه، وابتلى عيسى عليه السلام بصلبه على الصليب، وابتلى محمد صلى الله عليه وسلم بالهجرة والغزوات.
أنواع الابتلاء
ينقسم الابتلاء إلى نوعين:
الابتلاء الدنيوي: وهو ما يصيب الإنسان في دنياه من أمراض أو حوادث أو فقر أو غير ذلك.
الابتلاء الأخروي: وهو ما يصيب الإنسان في آخرته من عذاب النار.
أهداف الابتلاء
هناك العديد من الأهداف التي يسعى الله تعالى إلى تحقيقها من ابتلاء عباده، من أهمها:
اختبار العباد: ليميز الخبيث من الطيب وليظهر ما في قلوبهم من إيمان وصدق.
تربية العباد: ليصبرهم على الشدائد والمحن، وليعلمهم معنى الرضا والتوكل.
تطهير العباد: ليكفر عن سيئاتهم وخطاياهم، وليدخلوا الجنة طاهرين مطهرين.
رفع الدرجات: ليرفع درجات العباد في الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه”.
حكم الابتلاء
الابتلاء سنة من سنن الله تعالى في خلقه، והוא من الأمور التي لا مفر منها، وقد وردت العديد من النصوص الشرعية التي تدل على أن الابتلاء خير للإنسان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أحب الله قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط”.
الصبر على الابتلاء
الصبر على الابتلاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصبر نصف الإيمان”، وقد وردت العديد من النصوص الشرعية التي تدل على فضل الصبر على الابتلاء، من أهمها:
قال الله تعالى: ﴿وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال: 46].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه”.
الجزاء على الابتلاء
إن الجزاء على الابتلاء عظيم عند الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع”، وقد وردت العديد من النصوص الشرعية التي تدل على أن الجزاء على الابتلاء دخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من عبد يبتليه الله في جسده أو ماله أو ولده ثم يصبر إلا كان له مثل أجر الشهيد”.
خاتمة
الابتلاء سنة من سنن الله تعالى في خلقه، وهو من الأمور التي لا مفر منها، ولكن الصبر على الابتلاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، والجزاء على الابتلاء عظيم عند الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع”.