ايه قرآنية عن التصوير

No images found for ايه قرآنية عن التصوير

المقدمة:

لقد حظي التصوير الفوتوغرافي منذ نشأته باهتمام كبير من العلماء والمفكرين، الذين تناقشوا حوله كثيرًا، وبرزت آراء مختلفة حوله، وكان القرآن الكريم ولا يزال محورًا أساسيًا لهذه المناقشات، ففي القرآن الكريم آيات عديدة يمكن الاستناد إليها في دراسة التصوير الفوتوغرافي، وتحليل آثاره على الفرد والمجتمع، وفي هذه المقالة، سنستعرض بعض الآيات القرآنية ذات الصلة بالتصوير الفوتوغرافي، ونناقش الآراء المختلفة حول حكم التصوير في الإسلام.

أولاً: التصوير الفوتوغرافي في القرآن الكريم:

1. خلق الله للإنسان بصورة حسنة:

يقول الله تعالى في سورة التين: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}، هذه الآية الكريمة تشير إلى أن الله تعالى خلق الإنسان في أحسن صورة، وهذا يعني أن الإنسان هو كائن جميل ومميز، ويستحق أن يتم تصويره وتوثيق لحظاته.

2. إتقان الله في خلقه:

يقول الله تعالى في سورة النمل: {أَحْسَنُ الصَّانِعِينَ}، هذه الآية الكريمة تشير إلى أن الله تعالى هو أحسن الصانعين، وهذا يعني أن كل ما خلقه الله تعالى هو جميل ومحكم، بما في ذلك الإنسان، وهذا يدعم فكرة أن التصوير الفوتوغرافي هو وسيلة لتقدير جمال خلق الله تعالى.

3. التدبر في خلق الله:

يقول الله تعالى في سورة آل عمران: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}، هذه الآية الكريمة تحث المسلمين على التدبر في خلق الله تعالى، وهذا يعني التأمل في عظمة خلق الله تعالى، وجمال مخلوقاته، وهذا يجعل التصوير الفوتوغرافي وسيلة للتدبر في خلق الله تعالى، والتفكر في عظمته.

ثانيًا: حكم التصوير في الإسلام:

1. الرأي الأول: تحريم التصوير:

هناك رأي يرى أن التصوير الفوتوغرافي حرام في الإسلام، ويستند هذا الرأي إلى بعض الأدلة الشرعية، مثل:

الحديث النبوي الشريف: “لعن الله المصورين”، وهذا الحديث يدل على أن التصوير محرم في الإسلام.

قوله تعالى في سورة الأعراف: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}، وهذا يدل على أن من الضروري أن يعرف المرء ما يصوره قبل أن يصوره.

2. الرأي الثاني: جواز التصوير:

هناك رأي آخر يرى أن التصوير الفوتوغرافي جائز في الإسلام، ويستند هذا الرأي إلى بعض الأدلة الشرعية، مثل:

حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “صنع الله آدم على صورته”، وهذا الحديث يدل على أن الله خلق آدم على صورته، وهذا يدل على أن التصوير الفوتوغرافي جائز في الإسلام.

قوله تعالى في سورة النور: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}، وهذا يدل على أن الإنسان هو أكرم المخلوقات، وأن له حق في أن يتم تصويره وتوثيق لحظاته.

3. الرأي الثالث: التفريق بين أنواع التصوير:

هناك رأي يرى أنه يجب التفريق بين أنواع التصوير، فبعض أنواع التصوير جائزة، وبعضها الآخر محرم، فمثلاً، تصوير الأشخاص المحجبات جائز، وتصوير الأشخاص العراة أو شبه العراة محرم، وهذا الرأي يستند إلى بعض الأدلة الشرعية، مثل:

حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “غطوا العورات”، وهذا الحديث يدل على وجوب ستر العورات، وهذا يمنع تصوير الأشخاص العراة أو شبه العراة.

قوله تعالى في سورة النور: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وهذه الآية الكريمة تحدد حدود اللباس للمرأة المسلمة، وهذا يمنع تصويرها عارية أو شبه عارية.

الخاتمة:

من خلال هذه المقالة، حاولنا تسليط الضوء على بعض الآيات القرآنية ذات الصلة بالتصوير الفوتوغرافي، كما ناقشنا الآراء المختلفة حول حكم التصوير في الإسلام، وخلصنا إلى أن حكم التصوير الفوتوغرافي في الإسلام يختلف باختلاف نوع التصوير، فبعض أنواع التصوير جائزة، وبعضها الآخر محرم.

أضف تعليق