مقدمة
في الحياة، نواجه جميعنا أوقاتًا من الضيق والشدائد. قد تكون هذه الأوقات قصيرة الأجل، مثل يوم سيء في العمل أو خلافًا مع صديق. أو قد تكون طويلة الأجل، مثل مرض مزمن أو خسارة أحد الأحباء. بغض النظر عن مدة استمرارها أو شدتها، يمكن أن يكون للضيق تأثير كبير على حياتنا.
في الإنجيل، نجد العديد من الآيات التي تتحدث عن الضيق. هذه الآيات تقدم لنا الراحة والتشجيع في أوقات الشدة. إنها تذكرنا بأن الله موجود معنا دائمًا، وأننا لسنا وحدنا في معاناتنا.
1. الضيق جزء من الحياة
“فإنه مكتوب أنه ينبغي للمسيح أن يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث، وأن يُكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدئًا من أورشليم” (لوقا 24: 46-47).
لقد عانى يسوع المسيح نفسه من الضيق خلال حياته. لقد تعرض للخيانة والاضطهاد والتعذيب، وفي النهاية مات على الصليب. ومع ذلك، فقد تغلب على الموت وقام من جديد، مما يمنحنا الأمل في أن يمكننا نحن أيضًا التغلب على أي ضيق نواجهه.
2. الله معنا في الضيق
“لأنه قال: “لن أتركك ولا أهجرك”. حتى نستطيع أن نقول بثقة: “الرب هو عوني، ولن أخاف. ماذا يقدر أن يفعل بي إنسان؟” (عبرانيين 13: 5-6).
الله وعد بأنه سيكون معنا دائمًا، حتى في أوقات الضيق. إنه قريب من المنكسرة القلوب ويخلص السحاق الروح. بغض النظر عن مدى شعورنا بالوحدة أو الضياع، يمكننا أن نضمن أن الله معنا دائمًا.
3. الضيق يمكن أن يقربنا إلى الله
“طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السماوات. طوبى للذين يحزنون، لأنهم سيعزون. طوبى للودعاء، لأنهم سيرثون الأرض. طوبى للجائعين والعطاشين إلى البر، لأنهم سيشبعون. طوبى للرحماء، لأنهم سيرحمون. طوبى لأنقياء القلب، لأنهم سيعاينون الله. طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون. طوبى للمضطهدين من أجل البر، لأن لهم ملكوت السماوات” (متى 5: 3-10).
في موعظة الجبل، يعلّم يسوع أن الضيق يمكن أن يكون نعمة مقنعة. فهو يقول أن الذين يحزنون سيعزون، وأن الذين يعانون من الجوع والعطش إلى البر سيشبعون، وأن الذين يُضطهدون من أجل البر سيتباركون. عندما نواجه الضيق، يمكننا أن نختار الاستسلام له أو أن نتركه يقربنا إلى الله.
4. الضيق يمكن أن يساعدنا على النمو
“لأن ضيقنا الوقت يسبب لنا ثقل مجد أبدي، فوق كل حد، إذ لا ننظر إلى الأشياء المنظورة، بل إلى غير المنظورة. لأن المنظورة وقتية، أما غير المنظورة فباقية” (2 كورنثوس 4: 17-18).
الضيق يمكن أن يكون بمثابة أداة لنمونا الروحي. عندما نواجه التحديات، فإننا نضطر إلى الاعتماد على الله ونثق به أكثر. نتعلم أيضًا الصبر والمرونة والمثابرة. الضيق يمكن أن يساعدنا على أن نصبح أكثر نضجًا روحيًا وأقوى في إيماننا.
5. الضيق يمكن أن يكون فرصة للشهادة
“ولكنكم الآن حزانى. لكنني سأراكم أيضًا فتفرح قلوبكم، ولا ينزع أحد فرحكم منكم” (يوحنا 16: 22).
عندما نمر بالضيق، فإننا غالبًا ما نواجه أيضًا الفرح. هذا لأننا نعلم أن الله معنا وأننا لسنا وحدنا في معاناتنا. يمكننا أن نختار أن نركز على الألم واليأس، أو يمكننا أن نختار أن نركز على الفرح والرجاء. عندما نختار أن نركز على الفرح، فإننا نشهد لآخرين عن قوة الله ونعمته.
6. الضيق سينتهي يومًا ما
“لأن معاناتنا الخفيفة الآن تحدث لنا مجدًا أبديًا، فوق كل حد، إذ لا ننظر إلى الأشياء المنظورة، بل إلى غير المنظورة. لأن المنظورة وقتية، أما غير المنظورة فباقية” (2 كورنثوس 4: 17-18).
الضيق ليس أبديًا. مهما كانت صعوبة الأمر الآن، سيتحسن في النهاية. الله وعد بأنه سيمسح كل دمعة من عيوننا، وأننا لن نشعر بالألم أو الحزن أو الموت بعد الآن. عندما نضع ثقتنا في الله، يمكننا أن نضمن أن الضيق سينتهي يومًا ما وسنختبر الفرح الكامل في حضوره.
7. الله لديه خطة
“كما أن المعاناة التي نعانيها في المسيح ليست عبثًا، فنحن نعرف أن الله يعمل في كل شيء من أجل الخير للذين يحبونه، والذين دُعوا حسب قصده” (رومية 8: 28).
حتى في أصعب الأوقات، يمكننا أن نكون واثقين من أن الله لديه خطة لنا. هو لا يسمح بالضيق في حياتنا دون سبب. إنه يستخدم الضيق لإعدادنا لشيء أفضل. عندما نثق في خطة الله، يمكننا أن نجد السلام والراحة في وسط العاصفة.
خاتمة
الضيق جزء من الحياة، لكنه ليس نهاية القصة. الله معنا دائمًا في الضيق. يمكن أن يقربنا إلى الله ويساعدنا على النمو ويوفر فرصة للشهادة. سينتهي الضيق يومًا ما، ولله خطة لنا. عندما نضع ثقتنا في الله، يمكننا أن نجد السلام والراحة في وسط العاصفة.