[ المقدمة ]
يعتبر القرآن الكريم كلام الله المنزّل على النبي محمد -صلى الله عليه وسلّم- باللغة العربية بواسطة الوحي جبريل، وهو آخر الكتب السماوية، وقد نزل على فترات متقطعة على مدار 23 عامًا، تبدأ من ليلة القدر من شهر رمضان في السنة الأربعين من عمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتنتهي بوفاته، وقد جمع القرآن الكريم في مصحف واحد بعد وفاته -صلى الله عليه وسلم- بأمر من الخليفة أبو بكر الصديق، وتم تدوينه على يد الصحابي زيد بن ثابت، ويُعد القرآن الكريم أهم مصدر من مصادر التشريع الإسلامي، ويضم تعاليم الله -سبحانه وتعالى- في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك العقيدة، والعبادات، والأخلاق، والمعاملات، والقرآن الكريم هو معجزة خالدة، تحدى بها الله -سبحانه وتعالى- البشرية جمعاء بإعجازه البياني والبلاغي، وإخباره بالمستقبل، وصدق أخباره عن الأمم السابقة.
[ أسباب نزول القرآن الكريم ]
يُمكن تقسيم أسباب نزول القرآن الكريم إلى عدة محاور، وهي:
1. بيان العقيدة الإسلامية:
– نزل القرآن الكريم لبيان العقيدة الإسلامية الصحيحة، وتوحيد الله -سبحانه وتعالى-، وعبادته وحده لا شريك له، والأمر بالإيمان بالأنبياء والرسل والكتب السماوية واليوم الآخر.
– كما بيّن القرآن الكريم صفات الله -سبحانه وتعالى- وأسمائه الحسنى، وحرّم الشرك به -سبحانه وتعالى- بكل صوره وأشكاله.
– ودعا القرآن الكريم إلى الإيمان بالغيب، والتصديق باليوم الآخر، والجزاء على الأعمال الصالحة والسيئة.
2. بيان الأحكام الشرعية:
– نزل القرآن الكريم لبيان الأحكام الشرعية التي يجب على المسلمين اتباعها في حياتهم، بما في ذلك الأحكام المتعلقة بالعبادات، كالصلاة والصيام والزكاة والحج، والأحكام المتعلقة بالمعاملات، كالنكاح والطلاق والميراث والبيع والشراء.
– كما بيّن القرآن الكريم الأحكام المتعلقة بالجنايات والحدود والقصاص، والأحكام المتعلقة بالسياسة والحكم والإدارة.
– وحرّم القرآن الكريم الأفعال المحرمة، مثل الزنا والربا والسرقة والقتل، وأمر بالبعد عن المحرمات والآثام.
3. بيان القصص والأخبار:
– نزل القرآن الكريم لبيان القصص والأخبار التي حدثت في الأمم السابقة، وذلك للاستفادة منها والعبرة بها.
– كما بيّن القرآن الكريم قصص الأنبياء والرسل -عليهم السلام-، وما واجهوه من صعوبات وتحديات في دعوتهم إلى الله -سبحانه وتعالى-.
– كما تضمن القرآن الكريم قصص عن الجن والشياطين، وأخبار عن اليوم الآخر وأهواله.
4. الإرشاد والهداية:
– نزل القرآن الكريم لهداية البشرية إلى الصراط المستقيم، وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
– كما بيّن القرآن الكريم طريق السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة، وأمر باتباع هذا الطريق والابتعاد عن طريق الضلال والفساد.
– وحرّم القرآن الكريم اتباع الهوى والشهوات، ودعا إلى اتباع عقل الإنسان وضميره.
5. تزكية النفوس وتهذيب الأخلاق:
– نزل القرآن الكريم لتربية النفوس وتزكيتها، وتخليصها من الرذائل والأخلاق السيئة.
– كما بيّن القرآن الكريم الأخلاق الحميدة التي يجب أن يتحلى بها المسلمون، مثل الصدق والأمانة والعدل والإحسان.
– وحرّم القرآن الكريم الأخلاق السيئة، مثل الكذب والغش والظلم والبخل.
6. بيان وعد الله ووعيده:
– نزل القرآن الكريم لبيان وعد الله -سبحانه وتعالى- لعباده المتقين بالجنة والنعيم الأبدي، ووعيده -سبحانه وتعالى- لعباده الكافرين بالنار والعذاب الأليم.
– كما بيّن القرآن الكريم مواصفات الجنة والنار، وما فيها من نعيم وعذاب.
– وحرّم القرآن الكريم الكفر بالله -سبحانه وتعالى- والرسل والكتب السماوية، ودعا إلى الإيمان به -سبحانه وتعالى- وبشرعه.
7. إثبات نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-:
– نزل القرآن الكريم لإثبات نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- ورسالته إلى البشرية جمعاء.
– كما بيّن القرآن الكريم معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم-، ودعائم نبوته، وصدق أخباره عن الأمم السابقة.
– وحرّم القرآن الكريم تكذيب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعاداته، وأمر باتباعه -صلى الله عليه وسلم- وطاعته.
[ الخاتمة ]
لقد نزل القرآن الكريم معجزة خالدة يتحدى بها الله -سبحانه وتعالى- البشرية جمعاء بإعجازه البياني والبلاغي، وإخباره بالمستقبل، وصدق أخباره عن الأمم السابقة، وقد حوى القرآن الكريم تعاليم الله -سبحانه وتعالى- في