No images found for بحث عن ابن القيم
مقدمة
ابن القيم الجوزية أحد أبرز علماء المسلمين في القرنين السابع والثامن الهجريين، وكان عالماً في الفقه الإسلامي والحديث والتفسير والتصوف. ولد في مدينة دمشق عام 691 هـ ونشأ فيها ودرس على يد كبار علمائها، ثم انتقل إلى القاهرة وتوفي فيها عام 751 هـ.
اشتهر ابن القيم بكتبه العديدة، ومن أشهرها: “إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان”، و”زاد المعاد في هدي خير العباد”، و”شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل”، و”تحفة المودود في أحكام المولود”، و”الوابل الصيب من الكلم الطيب”.
يتميز فكر ابن القيم بعمقه وتنوعه، وقد تناول في كتبه العديد من القضايا الفكرية والاجتماعية والسياسية، ودافع عن الإسلام وبيّن محاسنه، وهاجم خصومه، وكان له موقف واضح من الفرق والمذاهب الإسلامية.
حياته
ولد ابن القيم في مدينة دمشق عام 691 هـ، ونشأ فيها ودرس على يد كبار علمائها، ومن أشهر شيوخه: ابن تيمية وابن عبد الدائم وابن مفلح، وكان من أبرز تلاميذه ابن رجب الحنبلي.
انتقل ابن القيم إلى القاهرة عام 728 هـ، وعمل مدرسًا في المدرسة السيفية، وكان له مجلس علمي يحضره كبار علماء عصره، وتوفي في القاهرة عام 751 هـ.
منهجه
كان ابن القيم عالماً موسوعياً، وكان منهجه في البحث والتصنيف يعتمد على الجمع بين النقل والعقل، وكان يحرص على الاستفادة من جميع العلوم والفنون، وكان له اهتمام كبير باللغة العربية وبالأدب والشعر.
كان ابن القيم من أبرز المدافعين عن الإسلام، وكان يهاجم خصومه بشدة، وكان له موقف واضح من الفرق والمذاهب الإسلامية، وكان يرى أن الفرقة الناجية هي الفرقة التي تدين بدين أهل السنة والجماعة، وأن الفرق الأخرى هي فرق ضالة ومنحرفة.
آراؤه الفقهية
كان ابن القيم فقيهاً حنبلياً، وكان له آراء فقهية متميزة، وكان يميل إلى التيسير والتخفيف على الناس، وكان يرى أن الأحكام الفقهية يجب أن تستند إلى الأدلة الشرعية الصحيحة، وأن لا تؤخذ بالرأي والاجتهاد إلا إذا لم يوجد نص شرعي صريح.
كان ابن القيم من أوائل العلماء الذين نادوا بتدوين الفقه الإسلامي، وكان يرى أن تدوين الفقه ضروري لضبط الفتوى ومنع الاجتهاد في الأحكام الشرعية، وكان يرى أن تدوين الفقه يجب أن يتم على أساس من الأدلة الشرعية الصحيحة، وأن لا يؤخذ بالرأي والاجتهاد إلا إذا لم يوجد نص شرعي صريح.
آراؤه الكلامية
كان ابن القيم متكلماً أشعرياً، وكان يدافع عن عقيدة أهل السنة والجماعة، وكان يرى أن الاعتقاد الصحيح هو الاعتقاد الذي ينص عليه الكتاب والسنة، وأن لا يؤخذ بالرأي والاجتهاد إلا إذا لم يوجد نص شرعي صريح.
كان ابن القيم من أوائل العلماء الذين نادوا بالتوحيد الخالص، وكان يرى أن التوحيد هو أساس الدين الإسلامي، وأن لا شريك لله في ألوهيته وربوبيته، وأن لا حول ولا قوة إلا بالله، وأن كل ما سوى الله فهو مخلوق له تعالى.
آراؤه الصوفية
كان ابن القيم صوفياً من أتباع الطريقة القادرية، وكان يرى أن التصوف هو الطريق إلى معرفة الله تعالى ومحبته، وأن الصوفية هم أولياء الله وأصفياؤه، وأن لهم مقاماً خاصاً عند الله تعالى.
كان ابن القيم من أوائل العلماء الذين نادوا بالتصوف العملي، وكان يرى أن التصوف لا يقتصر على مجرد الذكر والتأمل، بل يجب أن يكون مصحوباً بالعمل الصالح والجهاد في سبيل الله تعالى.
أخلاقياته
كان ابن القيم عالماً متواضعاً وزاهداً في الدنيا، وكان يحرص على الابتعاد عن الشهرة والجاه، وكان يحب العلم والعلماء، وكان شديد الحرص على إفشاء العلم ونشره بين الناس.
كان ابن القيم عالماً شجاعاً لا يخاف في الله لومة لائم، وكان يقول الحق ولو كان فيه مهلكته، وكان يدافع عن المظلومين والمستضعفين، وكان لا يتردد في انتقاد الحكام والسلطات إذا رأى منهم ظلمًا أو فسادًا.
خاتمة
كان ابن القيم عالماً موسوعياً، وكان له دور كبير في نشر العلم والمعرفة، وكان له تأثير كبير على الفكر الإسلامي في عصره وبعده، وقد ترك لنا تراثاً علمياً عظيماً، ولا يزال علماء المسلمين في جميع أنحاء العالم يدرسون كتبه ويستفيدون منها.