بحث عن اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

مقدمة:

كان النبي صلى الله عليه وسلم هو القمة العليا في الأخلاق الحميدة والصفات النبيلة، فقد امتاز بالصدق والأمانة والأخلاق الكريمة، وكان واسع الصدر، رحيماً بالضعفاء والمساكين، وكان منزهًا عن صفات السوء والتكبر، وكان مثلاً أعلى في جميع المجالات، فكانت حياته مدرسة للخلق والسلوك، وقد قال عنه ربه عز وجل: “وإنك لعلى خلق عظيم”.

1- الصدق والأمانة:

كان النبي صلى الله عليه وسلم صادقاً أميناً، يصدق في أقواله وأفعاله، ويلتزم بعهوده ومواثيقه، وقد شهد له بذلك أعداؤه قبل أصحابه، فكانوا يلقبونه بالصادق الأمين، حتى قبل أن يبعثه الله تعالى بالرسالة، فكانوا يأتمنونه على أموالهم وأسرارهم، وكانوا يثقون به كل الثقة.

– مواقف من صدق النبي صلى الله عليه وسلم:

في يوم من الأيام، أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهاجر من مكة إلى المدينة، فأودع عند السيدة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعض الأمانات، وبعد أن هاجر إلى المدينة، أرسل إليها لكي ترسل إليه الأمانات، فأرسلت إليه الأمانات على يد عبد لها يُدعى أسود، وفي الطريق، قابل أسود بعض اللصوص، فأخذوا منه الأمانات، وعندما عاد إلى مكة، أخبر السيدة عائشة رضي الله عنها بما حدث، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتخبره بذلك، فلم يصدقها، فقالت له: “والله إنه لصادق”، فقال لها: “وإن كنتِ صادقة، فما علامة الأمانات؟”، فقالت: “كانت في كساء له علم، وفي وسطه درع وسيف”، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صدق أسود، صدق أسود”، ثم دعا الله تعالى أن يرد إليه الأمانات، فردها الله تعالى عليه.

– مواقف من أمانة النبي صلى الله عليه وسلم:

في يوم من الأيام، أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقسم غنائم إحدى المعارك بين المسلمين، فقسّمها بينهم بالسوية دون أن يفضل نفسه عليهم، فجاءه رجل وقال له: “يا رسول الله، اعدل، فإنك لم تعدل”، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ويلك، فمن يعدل إذا لم أعدل؟”، فقال الرجل: “أنت يا رسول الله”، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم اشهد أني قد قسمت بينهم بالسوية”.

2- العفو والحلم:

كان النبي صلى الله عليه وسلم عفواً حلماً، يغفر لمن أساء إليه، وكان يعفو عن أعدائه الذين آذوه وأهانوه، وكان يوصي أصحابه بالعفو والصفح، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا عباد الله، تراحموا، تعاطفوا، تصافحوا، تحابوا، تناصحوا، تقاربوا، وتواصوا بالحق، وتواصوا بالصبر”.

– مواقف من عفو النبي صلى الله عليه وسلم:

عندما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فاتحاً، كان قادراً على أن ينتقم من الذين آذوه وأهانوه، لكنه عفا عنهم، وقال لهم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.

– مواقف من حلم النبي صلى الله عليه وسلم:

في يوم من الأيام، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: “يا رسول الله، إن لي خصماً في السوق، وقد آذاني كثيراً، وأريد أن أنتقم منه”، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اذهب واشتر لي منه شيئاً”، فذهب الرجل واشترى للنبي صلى الله عليه وسلم شيئاً، وعندما عاد، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كم دفعت له؟”، فقال الرجل: “دفعت له كذا وكذا”، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لقد ظلمك، أعطه ضعف ما دفعت له، واذهب واشتر لي منه شيئاً آخر”، فذهب الرجل واشترى للنبي صلى الله عليه وسلم شيئاً آخر، وعندما عاد، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كم دفعت له؟”، فقال الرجل: “دفعت له ضعف ما دفعت له في المرة الأولى”، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لقد أحسنت، لقد قبلت منه اعتذاره”.

3- الرحمة والشفقة:

كان النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وكان يشفق على الضعفاء والمساكين، وكان يساعدهم ويقف إلى جانبهم، وكان يوصي أصحابه بالرحمة والشفقة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.

– مواقف من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم:

في يوم من الأيام، رأى النبي صلى الله عليه وسلم جارية سوداء تحمل جرة ماء على رأسها، وقد تعبت من حملها، فقال لها: “هلم إلي”، فأخذ الجرة منها وحملها على رأسه حتى وصلت إلى بيتها، ثم قال لها: “استريح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *