مقدمة
اليقين في اللغة هو العلم الثابت الراسخ الذي لا يتطرق إليه الشك، وهو نقيض الظن والشك والتردد. أما في الاصطلاح فهو التصديق الجازم المطابق للواقع، وهو أعلى مراتب المعرفة وأقوى درجاتها.
يأتي اليقين من خلال مصادر عديدة؛ منها: العقل والقلب والوحي. وقد ميز العلماء بين اليقين الحسي واليقين العقلي واليقين النفسي واليقين الإيماني. كما فرقوا بين اليقين المطلق واليقين النسبي.
أنواع اليقين
هناك أنواع متعددة لليقين، منها:
اليقين الحسي: وهو اليقين الذي ينشأ من الحواس الخمس، وهو أدنى درجات اليقين لأنه قد يخطئ.
اليقين العقلي: وهو اليقين الذي ينشأ من العقل، وهو أعلى درجات اليقين لأنه لا يخطئ.
اليقين النفسي: وهو اليقين الذي ينشأ من القلب، وهو يقين وجداني لا يقوم على الدليل.
اليقين الإيماني: وهو اليقين الذي ينشأ من الإيمان بالله تعالى ورسله وكتبه، وهو أعلى درجات اليقين لأنه لا يزول بالشك.
مراتب اليقين
هناك مراتب متعددة لليقين، منها:
اليقين المطلق: وهو اليقين الذي لا يتطرق إليه الشك مطلقًا، وهو خاص بالله تعالى وحده.
اليقين النسبي: وهو اليقين الذي يتطرق إليه الشك نسبيًا، وهو اليقين الذي يحصل للبشر.
أهمية اليقين
لليقين أهمية كبيرة في حياة الإنسان، منها:
الطمأنينة والسكينة: فالواثق دائمًا مطمئن وهادئ البال، لأنه لا يخاف من المستقبل.
القوة والشجاعة: لأن اليقين يمنح الإنسان القوة والشجاعة لمواجهة التحديات والصعوبات.
الإصرار والمثابرة: لأن اليقين يجعل الإنسان مصرًا على تحقيق أهدافه ومثابرًا على العمل حتى يصل إليها.
التفاؤل والأمل: فاليقين يجعل الإنسان متفائلًا ومليئًا بالأمل، لأنه يعلم أن الله معه دائمًا.
اليقين لا يزول بالشك
وهذا يعني أن الشك لا يمكن أن يبطل اليقين، لأن اليقين مبني على أساس قوي لا يتزعزع، في حين أن الشك مبني على أساس ضعيف سرعان ما ينهار.
إن الشك لا يمكن أن يبطل اليقين إلا إذا كان أقوى من اليقين. ولكن هذا مستحيل، لأن اليقين هو أعلى درجات المعرفة وأقوى درجاتها.
لذلك، فإن اليقين لا يتزعزع بالشك، بل هو يزداد قوة مع الوقت. كلما شككت في يقينك، كلما زاد يقينك.
الفرق بين اليقين والشك
هناك فرق كبير بين اليقين والشك، فاليقين هو التصديق الجازم المطابق للواقع، أما الشك فهو عدم الجزم وعدم التصديق.
واليقين يعتمد على الدليل والبرهان، أما الشك فيعتمد على الظن والوهم.
والييقين ثابت لا يتغير، أما الشك فهو متغير دائم التبدل.
الخاتمة
اليقين هو أعلى درجات المعرفة وأقوى درجاتها، وهو لا يزول بالشك. وهو مهم جدًا لحياة الإنسان، لأنه يمنحه الطمأنينة والسكينة والقوة والشجاعة والإصرار والتفاؤل والأمل.
لذا، يجب أن نسعى إلى اليقين في كل أمور حياتنا، ونبتعد عن الشك والظن والوهم.