حكم صيام يوم الشك

حكم صيام يوم الشك

المقدمة:

يوم الشك هو اليوم الثلاثين من شهر شعبان، وهو اليوم الذي يسبق شهر رمضان المبارك، وقد اختلف العلماء في حكم صيام يوم الشك، فمنهم من قال بوجوبه، ومنهم من قال بسنّيته، ومنهم من قال بعدم جوازه.

أولاً: أقوال العلماء في حكم صيام يوم الشك:

1. القول الأول: ذهب جمهور العلماء إلى أنه لا يجوز صيام يوم الشك، واستدلوا على ذلك بما يلي:

أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصمه، ولم يأمر بصيامه.

أن صيام يوم الشك فيه تشبه بأهل الكتاب، حيث كانوا يصومون يومًا ويفطرون يومًا.

أن صيام يوم الشك قد يؤدي إلى دخول رمضان في حالة ضعف، وهو ما قد يؤثر على أداء العبادات فيه.

2. القول الثاني: ذهب بعض العلماء إلى أنه يجوز صيام يوم الشك، واستدلوا على ذلك بما يلي:

أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عن صيام يوم الشك، مما يدل على جوازه.

أن صيام يوم الشك فيه أجر عظيم، كما ورد في بعض الأحاديث.

أن صيام يوم الشك قد يكون فرصة للتدرب على الصيام، وتجهيز النفس لشهر رمضان المبارك.

3. القول الثالث: ذهب بعض العلماء إلى أنه يندب صيام يوم الشك، واستدلوا على ذلك بما يلي:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وكان ذلك في غير شهر رمضان.

أن صيام يوم الشك قد يكون فرصة للتكفير عن الذنوب، ورفع الدرجات.

أن صيام يوم الشك قد يكون فرصة للدعاء والتضرع إلى الله تعالى.

ثانيًا: شروط صيام يوم الشك:

إذا أراد المسلم أن يصوم يوم الشك، فعليه أن يتحقق من الشروط التالية:

1. أن يكون يوم الشك ثابتًا بالحساب الفلكي، أو بشهادة عدلين.

2. أن يكون صائمًا صحيحًا، قادرًا على الصيام.

3. أن يكون صائمًا متطوعًا، لا يكون صيامه واجبًا عليه.

ثالثًا: آداب صيام يوم الشك:

إذا صام المسلم يوم الشك، فعليه أن يتحلى بالآداب التالية:

1. أن ينوي صيامه لله تعالى، وأن يكون قصده التقرب إليه.

2. أن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، وأن يسأله أن يتقبل صيامه.

3. أن يحسن خلقه، وأن يتجنب الغيبة والنميمة والكذب.

4. أن يتصدق على الفقراء والمساكين، وأن يكثر من عمل الخير.

رابعًا: فضل صيام يوم الشك:

ورد في بعض الأحاديث أن صيام يوم الشك له فضل عظيم، ومن ذلك:

1. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام يوم الشك كتب الله له صيام شهر”.

2. أن صيام يوم الشك يكفر ذنوب السنة الماضية.

3. أن صيام يوم الشك يرفع الدرجات عند الله تعالى.

خامسًا: حكم صيام يوم الشك إذا ثبت أنه من رمضان:

إذا صام المسلم يوم الشك، ثم تبين أنه من شهر رمضان، فإن صومه صحيح، ويحسب له من صيام رمضان.

سادسًا: حكم صيام يوم الشك إذا ثبت أنه من شعبان:

إذا صام المسلم يوم الشك، ثم تبين أنه من شهر شعبان، فإن صومه صحيح، ويحسب له من صيام شعبان.

سابعًا: حكم من أفطر يوم الشك ثم تبين أنه من رمضان:

إذا أفطر المسلم يوم الشك، ثم تبين أنه من شهر رمضان، فعليه أن يقضي هذا اليوم، ولا كفارة عليه.

الخاتمة:

حكم صيام يوم الشك محل خلاف بين العلماء، فمنهم من قال بوجوبه، ومنهم من قال بسنّيته، ومنهم من قال بعدم جوازه. والأرجح أن صيام يوم الشك جائز، ولا حرج فيه، بشرط أن يتحقق المسلم من ثبوت اليوم، وأن يكون قادرًا على الصيام، وأن يكون صائمًا متطوعًا.