بحث عن تطور الفكر الاداري المعاصر

بحث عن تطور الفكر الاداري المعاصر

المقدمة

الفكر الإداري هو مجموعة من الأفكار والمفاهيم والمبادئ التي تحكم عملية الإدارة. وقد تطور الفكر الإداري عبر الزمن، مع تغير الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. في هذا البحث، سوف نستعرض تطور الفكر الإداري المعاصر، من أوائل القرن العشرين حتى يومنا هذا.

1- المدرسة الكلاسيكية للإدارة (1900-1930)

كانت المدرسة الكلاسيكية للإدارة أولى المدارس الإدارية الرئيسية التي ظهرت في القرن العشرين. وقد ركزت هذه المدرسة على تحسين كفاءة وفعالية المنظمات من خلال تطبيق مبادئ علمية. ومن أبرز رواد هذه المدرسة فريدريك تايلور وهنري فايول وماكس ويبر.

1-1- فريدريك تايلور: يعتبر تايلور مؤسس المدرسة الكلاسيكية للإدارة. وقد ركز في أبحاثه على تحسين كفاءة العمال في المصانع. وقد طور نظرية الإدارة العلمية، والتي تستند إلى مبادئ تقسيم العمل وتخصص العمال واستخدام الحوافز المادية.

1-2- هنري فايول: كان فايول مهندسًا فرنسيًا طور نظرية الإدارة العامة. وقد ركز في أبحاثه على تحديد وظائف الإدارة الأساسية، وهي التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة. وقد اقترح أيضًا مبادئ الإدارة العامة، مثل التوحيد والتخصص وسلسلة القيادة.

1-3- ماكس ويبر: كان ويبر عالم اجتماع ألماني طور نظرية البيروقراطية. وقد ركز في أبحاثه على دراسة المنظمات الكبيرة المعقدة. وقد اقترح نموذجًا للبيروقراطية المثالية، والذي يتميز بالتقسيم الدقيق للعمل والتخصص والهيكل الهرمي للسلطة.

2- المدرسة السلوكية للإدارة (1930-1950)

ظهرت المدرسة السلوكية للإدارة كرد فعل على المدرسة الكلاسيكية. وقد ركزت هذه المدرسة على دراسة السلوك البشري في المنظمات. ومن أبرز رواد هذه المدرسة إلتون مايو ودوغلاس ماكجريجور وأبراهام ماسلو.

2-1- إلتون مايو: كان مايو عالم نفس أمريكي أجرى دراسات تجريبية في مصنع هوثورن التابع لشركة ويسترن إلكتريك. وقد وجد مايو أن العوامل الاجتماعية والنفسية تؤثر على إنتاجية العمال أكثر من العوامل المادية.

2-2- دوغلاس ماكجريجور: كان ماكجريجور عالم نفس أمريكي طور نظريتي X وY. تنص نظرية X على أن العمال هم كسالى بطبيعتهم ويجب إجبارهم على العمل. أما نظرية Y فتقول أن العمال هم طموحون بطبيعتهم ويرغبون في العمل إذا ما تم توفير الظروف المناسبة لهم.

2-3- أبراهام ماسلو: كان ماسلو عالم نفس أمريكي طور نظرية التسلسل الهرمي للاحتياجات. تنص هذه النظرية على أن العمال لديهم خمسة احتياجات أساسية، وهي الاحتياجات الفسيولوجية والاحتياجات الأمنية والاحتياجات الاجتماعية والاحتياجات التقديرية والاحتياجات المعرفية.

3- المدرسة الكمّية للإدارة (1950-1970)

ظهرت المدرسة الكمّية للإدارة مع تطور أجهزة الكمبيوتر. وقد ركزت هذه المدرسة على استخدام الأساليب الرياضية والكمّية في صنع القرارات الإدارية. ومن أبرز رواد هذه المدرسة هربرت سيمون وريتشارد ماكاليستر وشالوم شيف.

3-1- هربرت سيمون: كان سيمون اقتصاديًا ورائدًا في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد طور نظرية اتخاذ القرار الإداري، والتي تستند إلى مبادئ العقلانية المحدودة والبحث عن الرضا.

3-2- ريتشارد ماكاليستر: كان ماكاليستر عالم رياضيات أمريكي طور نظرية البرمجة الخطية. تستخدم هذه النظرية لحل مشاكل تخصيص الموارد المحدودة بين الأنشطة المختلفة.

3-3- شالوم شيف: كان شيف عالم إحصاء إسرائيلي طور نظرية صفوف الانتظار. تستخدم هذه النظرية لدراسة وتحليل الأنظمة التي يوجد فيها انتظار، مثل صفوف الانتظار في البنوك ومكاتب البريد.

4- المدرسة النظامية للإدارة (1960-1980)

ظهرت المدرسة النظامية للإدارة كرد فعل على المدرسة الكمّية. وقد ركزت هذه المدرسة على دراسة المنظمات كأنظمة مفتوحة متفاعلة مع محيطها. ومن أبرز رواد هذه المدرسة لودفيج فون بيرتالانفي وكنيث بولدنغ وتالكو بارسونز.

4-1- لودفيج فون بيرتالانفي: كان بيرتالانفي عالم أحياء نمساوي طور نظرية النظم العامة. وتنص هذه النظرية على أن الأنظمة هي وحدات كلية متكاملة تتفاعل مع محيطها.

4-2- كينيث بولدنغ: كان بولدنغ اقتصاديًا أمريكيًا طور نظرية الأنظمة العامة. وتنص هذه النظرية على أن الأنظمة هي وحدات كلية متكاملة تتفاعل مع محيطها.

4-3- تالكو بارسونز: كان بارسونز عالم اجتماع أمريكي طور نظرية النظم الاجتماعية. وتنص هذه النظرية على أن المجتمعات هي أنظمة اجتماعية تتكون من أربعة أنظمة فرعية، وهي النظام الاقتصادي والنظام السياسي والنظام الاجتماعي والنظام الثقافي.

5- المدرسة الوضعية للإدارة (1970-1990)

ظهرت المدرسة الوضعية للإدارة كرد فعل على المدرسة النظامية. وقد ركزت هذه المدرسة على دراسة تأثير البيئة على المنظمات. ومن أبرز رواد هذه المدرسة جون بورتر وجاي ستونر وتوماس بيترز.

5-1- جون بورتر: كان بورتر عالم إدارة أمريكي طور نظرية تنافسية مايكل بورتر. وتنص هذه النظرية على أن الشركات يجب أن تحلل نقاط قوتها وضعفها وفرصها وتهديداتها من أجل تحديد استراتيجيتها التنافسية.

5-2- جاي ستونر: كان ستونر عالم إدارة أمريكي طور نظرية السلوك الإداري. وتنص هذه النظرية على أن السلوك الإداري يتأثر بالمتغيرات الشخصية والمتغيرات التنظيمية والمتغيرات البيئية.

5-3- توماس بيترز: كان بيترز عالم إدارة أمريكي طور نظرية التميز. وتنص هذه النظرية على أن الشركات المتميزة تتميز بثماني خصائص، وهي التركيز على العملاء والتوجه النتائج والقيادة القوية والمشاركة الشاملة والابتكار المستمر وجودة المنتجات والخدمات والإنتاجية العالية والربحية.

6- المدرسة الحديثة للإدارة (1990-الوقت الحاضر)

ظهرت المدرسة الحديثة للإدارة مع ظهور عصر المعلومات. وقد ركزت هذه المدرسة على دراسة تأثير التكنولوجيا والمعلومات على المنظمات. ومن أبرز رواد هذه المدرسة مايكل هامر وريتشارد تشامبي وبيتر دراكر.

6-1- مايكل هامر: كان هامر مهندسًا أمريكيًا طور نظرية إعادة هندسة العمليات التجارية. وتنص هذه النظرية على أن الشركات يمكنها تحسين أدائها بشكل كبير عن طريق إعادة هندسة عملياتها التجارية الأساسية.

6-2- ريتشارد تشامبي: كان تشامبي عالم إدارة أمريكي طور نظرية هندسة المنظمات. وتنص هذه النظرية على أن الشركات يمكنها تحسين أدائها بشكل كبير عن طريق إعادة هندسة هيكلها التنظيمي.

6-3- بيتر دراكر: كان دراكر عالم إدارة أمريكي يعتبر أحد أبرز المفكرين الإداريين في القرن العشرين. وقد طور العديد من النظريات الإدارية، مثل نظرية الإدارة بالغايات ونظرية الإدارة القائمة على المعرفة ونظرية المجتمع ما بعد الصناعي.

الخاتمة

لقد شهد الفكر الإداري المعاصر تطورات كبيرة ومتنوعة. وقد أدت هذه التطورات إلى تحسين كفاءة وفعالية المنظمات بشكل كبير. ومن المتوقع أن يستمر الفكر الإداري في التطور في المستقبل، وذلك مع ظهور تحديات جديدة تواجه المنظمات، مثل العولمة والرقمنة وتغير المناخ.

أضف تعليق