المقدمة
للأنبياء عليهم السلام مكانة عظيمة في الإسلام، فقد اختارهم الله تعالى من بين خلقه ليكونوا رسله إلى الناس، ليهدوهم إلى طريق الحق والصواب، ولينذروهم من عذاب الله. وقد كان للأنبياء عليهم السلام مهن وحرف مختلفة قبل أن يبعثهم الله تعالى رسلاً، فمنهم من كان راعياً، ومنهم من كان نجاراً، ومنهم من كان حداداً، ومنهم من كان تاجراً، ومنهم من كان عالماً وفقيهاً، وغير ذلك. وفي هذا البحث سنتناول بعضاً من حرف ومهن الأنبياء عليهم السلام، مستندين في ذلك إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومصادر التاريخ الإسلامي المعتبرة.
1- حرفة الرعي
كان الرعي من أقدم وأشهر المهن التي مارسها الأنبياء عليهم السلام، فقد كان سيدنا إبراهيم عليه السلام راعياً للغنم، وكذلك سيدنا موسى عليه السلام، وسيدنا داود عليه السلام، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة. وقد كان الرعي مهنة شاقة ومضنية، حيث كان الراعي يقضي ساعات طويلة في رعي مواشيه، معرضاً لأخطار الوحوش واللصوص، ومتحملاً حرارة الشمس وبرودة الجو.
2- حرفة الزراعة
مارس بعض الأنبياء عليهم السلام حرفة الزراعة، ومن أشهرهم سيدنا آدم عليه السلام، الذي كان أول من مارس الزراعة بعد أن هبط إلى الأرض، وكذلك سيدنا نوح عليه السلام، الذي زرع الأرض بعد الطوفان، وسيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي زرع الأرض في فلسطين، وسيدنا أيوب عليه السلام، الذي زرع الأرض بعد أن ابتلاه الله بالمرض. وكانت الزراعة مهنة مهمة في ذلك الوقت، حيث كانت توفر الغذاء للناس والحيوانات.
3- حرفة التجارة
مارس بعض الأنبياء عليهم السلام حرفة التجارة، ومن أشهرهم سيدنا يوسف عليه السلام، الذي كان تاجراً في مصر، وسيدنا سليمان عليه السلام، الذي كان تاجراً عظيماً، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان تاجراً قبل البعثة. وكانت التجارة مهنة مربحة ومرموقة في ذلك الوقت، حيث كانت توفر للناس الثراء والجاه.
4- حرفة النجارة
مارس بعض الأنبياء عليهم السلام حرفة النجارة، ومن أشهرهم سيدنا نوح عليه السلام، الذي صنع السفينة التي نجت بها البشرية من الطوفان، وسيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي صنع الأصنام قبل أن يهتدي إلى الله تعالى، وسيدنا عيسى عليه السلام، الذي كان نجاراً ماهراً. وكانت النجارة مهنة مهمة في ذلك الوقت، حيث كانت توفر للناس الأدوات والأثاث اللازمين لحياتهم.
5- حرفة الحداد
مارس بعض الأنبياء عليهم السلام حرفة الحداد، ومن أشهرهم سيدنا داود عليه السلام، الذي كان حداداً ماهراً، وسيدنا سليمان عليه السلام، الذي كان حداداً ماهراً أيضاً. وكانت الحداد حرفة مهمة في ذلك الوقت، حيث كانت توفر للناس الأدوات والأسلحة اللازمة لحياتهم.
6- حرفة العلم والفقه
مارس بعض الأنبياء عليهم السلام حرفة العلم والفقه، ومن أشهرهم سيدنا لقمان عليه السلام، الذي كان عالماً وفقيهاً مشهوراً، وسيدنا يوسف عليه السلام، الذي كان عالماً وفقيهاً أيضاً، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان عالماً وفقيهاً عظيماً. وكانت حرفة العلم والفقه مهنة مهمة في ذلك الوقت، حيث كانت توفر للناس الهداية والرشاد.
7- حرف أخرى
مارس بعض الأنبياء عليهم السلام حرفاً أخرى غير المذكورة أعلاه، ومن أشهرها حرفة الخياطة، التي مارسها سيدنا إدريس عليه السلام، وحرفة الطب، التي مارسها سيدنا إلياس عليه السلام، وحرفة الرقية، التي مارسها سيدنا أيوب عليه السلام. وكانت هذه الحرف مهمة في ذلك الوقت، حيث كانت توفر للناس الخدمات الأساسية اللازمة لحياتهم.
الخاتمة
لقد كان للأنبياء عليهم السلام مهن وحرف مختلفة قبل أن يبعثهم الله تعالى رسلاً، وهذا يدل على أنهم كانوا بشراً عاديين لهم أعمالهم وحياتهم الخاصة، وأنهم لم يكونوا منفصلين عن واقع الحياة. وقد تعلمنا من الأنبياء عليهم السلام أن العمل شرف وكرامة، وأن كل مهنة لها قيمتها ومكانتها، وأن على المسلم أن يحسن اختيار مهنته، وأن يجتهد فيها، وأن يتقنها على أكمل وجه.