بحث عن حقوق الوالدين pdf

بحث عن حقوق الوالدين pdf

المقدمة

الوالدان هما عماد الأسرة ومصدر حنانها ودفئها، وهما اللذان يربيان الأبناء ويوجهونهم في حياتهم، ولهما فضل كبير على أبنائهم لا يمكن أن ينكره أحد، لذلك فإن بر الوالدين وحسن معاملتهما من أهم الواجبات التي يجب أن يقوم بها الأبناء، لما في ذلك من خير وبركة في الدنيا والآخرة.

بر الوالدين في القرآن والسنة

حث القرآن الكريم والسنة النبوية على بر الوالدين وحسن معاملتهما، وجعلا ذلك من أهم الواجبات التي يجب أن يقوم بها الأبناء، ومن الآيات والأحاديث التي تدل على ذلك:

قال تعالى: “وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا” (الإسراء: 23).

وقال تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ” (لقمان: 14).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “برُّوا آباءكم تُبَرُّوا” (رواه البخاري ومسلم).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحبَّ أن يُبسَط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه وليحسن إلى والديه” (رواه الحاكم والبيهقي).

فضل بر الوالدين

لبر الوالدين فضل كبير وثواب عظيم، ومن ذلك:

رضا الله تعالى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين” (رواه الترمذي).

دخول الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الجنة تحت أقدام الأمهات” (رواه أحمد والترمذي).

طول العمر والبركة في الرزق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحبَّ أن يُبسَط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه وليحسن إلى والديه” (رواه الحاكم والبيهقي).

حصول الأبناء على دعاء الوالدين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد لولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم” (رواه أحمد والترمذي).

حقوق الوالدين على أبنائهم

للأبناء حقوق على آبائهم، ومنها:

حسن الأدب مع الوالدين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَا يُكْرِمُ اللَّهُ عَبْدًا سَاءَ أَدَبُهُ مَعَ وَالِدَيْه” (رواه الترمذي).

طاعتهما في المعروف: قال تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا إِنْ أَرَادَاكَ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا” (العنكبوت: 8).

إعالتهما إذا احتاجا إلى ذلك: قال تعالى: “وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا” (لقمان: 15).

الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة: قال تعالى: “رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ” (إبراهيم: 41).

عقوق الوالدين

عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، ومن أسباب سخط الله تعالى وغضبه، ومن ذلك:

التسبب في غضب الوالدين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة عاق” (رواه البخاري ومسلم).

التسبب في قطيعة الوالدين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قطع رحمه لم يشم رائحة الجنة” (رواه البخاري ومسلم).

التسبب في شقاء الوالدين في الدنيا والآخرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال الرجل في سعة ما برَّ والديه، فإذا عقَّهما ضُيِّق عليه” (رواه الطبراني).

أسباب عقوق الوالدين

هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى عقوق الوالدين، منها:

عدم معرفة الأبناء بحقوق والديهم وواجباتهم تجاههم.

قلة الوعي الديني والأخلاقي لدى الأبناء.

انشغال الأبناء بأمور الحياة الدنيا عن الاهتمام بوالديهم.

سوء معاملة الوالدين لأبنائهم.

تدليل الأبناء وإفسادهم.

كيفية تجنب عقوق الوالدين

هناك أمور كثيرة يمكن القيام بها لتجنب عقوق الوالدين، منها:

معرفة الأبناء بحقوق والديهم وواجباتهم تجاههم.

زيادة الوعي الديني والأخلاقي لدى الأبناء.

تخصيص وقت كافٍ للاهتمام بوالديهم.

معاملة الوالدين معاملة حسنة ولينة.

تجنب تدليل الأبناء وإفسادهم.

الخاتمة

بر الوالدين من أهم الواجبات التي يجب أن يقوم بها الأبناء، لما في ذلك من خير وبركة في الدنيا والآخرة، وعقوق الوالدين من كبائر الذنوب، ومن أسباب سخط الله تعالى وغضبه، لذلك يجب على الأبناء معرفة حقوق والديهم وواجباتهم تجاههم، وتجنب كل ما يؤدي إلى عقوقهم.

أضف تعليق