بحث كامل عن النابغة الذبياني

بحث كامل عن النابغة الذبياني

مقدمة:

النابغة الذبياني، شاعر عربي مخضرم من شعراء الجاهلية والإسلام، اشتهر بقصائده التي تمتاز بجزالة الألفاظ وفخامة المعاني، كما عرف بمدائحه التي تغنى فيها بملوك وأمراء عصره.

نشأته وحياته:

ولد النابغة الذبياني في نجد وسط قبيلة بني ذبيان، وكان اسمه زياد بن معاوية، أما لقبه النابغة فقد اكتسبه نظراً لذكائه وفصاحته، فقد كان يمتاز بقدرته على قول الشعر في أي موضوع وبأي بحر شعري بسهولة وسرعة.

نشأ النابغة في بيئة بدوية قاسية، ولكنه استطاع أن يتعلم القراءة والكتابة، كما درس الشعر على أيدي كبار الشعراء في عصره، أمثال امرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى.

شعره:

يتميز شعر النابغة الذبياني بجزالة الألفاظ وفخامة المعاني، كما عرف بمدائحه التي تغنى فيها بملوك وأمراء عصره، ومن أشهر قصائده قصيدته التي يمدح فيها النعمان بن المنذر ملك الحيرة، والتي مطلعها:

يا دار مية بالعلياء فالسند

أقوت وطال عليها سالف الأبد

قبلي وقالت لقاطعها غدا

بإذن ربك لا يحمونك من أحد

هجائه:

عرف النابغة الذبياني أيضاً بهجائه اللاذع، فقد كان لا يتردد في مهاجمة أعدائه بقصائد شعرية قاسية، ومن أشهر قصائده الهجائية قصيدته التي يهجو فيها الشاعر زهير بن أبي سلمى، والتي مطلعها:

ألا ليت شعري هل أبيت ليلة

بواد لهند أم بعسفان

مع القوم إذ جاؤوا بثأر أخيهم

يسوقون أطواد المطايا

أخاه الذي أفنى وعور الديار

وكم ذا لمن فارقت من إخوان

غداة غد الأحزاب والعسكر

فيا عجباً من معشر هلكوا

بأنفسهم لم يعصموا من شرك

حماهم بسيط الأرض يطلب مجداً

وما طلبوا إلا وبال الفساد

إسلامه:

أسلم النابغة الذبياني في عهد النبي محمد، وكان من الشعراء الذين دافعوا عن الإسلام بقصائدهم، ومن أشهر قصائده الإسلامية قصيدته التي يمدح فيها النبي محمد، والتي مطلعها:

يا رسول المليك فادعٍ

وبشر من أطاعك بالجنات

ورد موارد الصديقين واهدِ

إلى الجنةِ العُلا أملي

ثم لا تنكرن بالأمس أعمالنا

وإن كانت فعلاً غير مرضي

وفك عنهم عذابك يا إلهي

وحق لمن دعاك أن تعفو

وفاكِ الخير والفضل الذي لا

يُحصى ينال الميت والحيا

وفاته:

توفي النابغة الذبياني في المدينة المنورة في عهد الخليفة عثمان بن عفان، وقد رثاه الشعراء من بعده، ومن أشهر مراثيه مرثية الشاعر الكميت بن زيد الأسدي، والتي مطلعها:

وقفنا لها بين القبور نبكي

ببابل والملحاء من ذي عُمر

منا جازع والآخرون كأنما

يقلبوها سفراً من السفر

أليس وراء الموت للمرء مطلب

فما بال دنياهم ألذ وأحلى

لقد نطقت ألسُن القبور وأصبحت

تقولُ ألا فالرأي فينا فاعتبر

خاتمة:

يُعد النابغة الذبياني من أهم شعراء الجاهلية والإسلام، وقد ترك وراءه إرثاً شعرياً عظيماً لا يزال يُدرس ويُحتفى به حتى يومنا هذا.

أضف تعليق