بلع القيء هل يفطر

القيء في الصيام

مقدمة

يُعد الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو واجب على كل مسلم بالغ عاقل، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. ومن الأمور التي قد تواجه الصائم أثناء صيامه هي حدوث القيء، فهل يؤدي القيء إلى بطلان الصيام؟

أولاً: تعريف القيء

القيء هو عملية خروج محتويات المعدة عبر الفم. وقد يحدث القيء بسبب أسباب عديدة، منها التسمم الغذائي، ودوار الحركة، وبعض الأمراض المزمنة.

ثانيًا: حكم القيء في الصيام

اتفق الفقهاء على أن القيء المتعمد يفطر الصائم، سواء كان القيء بمحض إرادته أو بفعل الغير. بينما اختلف الفقهاء في حكم القيء غير المتعمد، فذهب بعضهم إلى أنه لا يفطر الصائم، بينما ذهب آخرون إلى أنه يفطر الصائم.

ثالثًا: الأدلة على بطلان الصيام بالقيء المتعمد

وهناك أدلة كثيرة من القرآن والسنة على بطلان الصيام بالقيء المتعمد، منها:

– قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187].

– قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض”.

– قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يُقبل صيام يومٍ ذرع فيه القيء”.

رابعًا: الأدلة على عدم بطلان الصيام بالقيء غير المتعمد

وهناك أدلة كثيرة من القرآن والسنة على عدم بطلان الصيام بالقيء غير المتعمد، منها:

– قول الله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.

– قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس على المحموم ولا على المستقيء صيام”.

– قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض”.

خامسًا: شروط عدم بطلان الصيام بالقيء غير المتعمد

يشترط لعدم بطلان الصيام بالقيء غير المتعمد أن يكون القيء غير مقصود ولا مُستَعْطًا، وأن يكون بسبب خارج عن إرادة الصائم، مثل التسمم الغذائي أو دوار الحركة.

سادسًا: الحالات التي لا يُعد فيها القيء مُستَعْطًى

لا يُعد القيء مُستَعْطًى في الحالات التالية:

– القيء الذي يحدث بسبب التسمم الغذائي أو دوار الحركة.

– القيء الذي يحدث أثناء السواك، أو أثناء تنظيف الأسنان.

– القيء الذي يحدث أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية.

سابعًا: الخاتمة

القيء المتعمد يفطر الصائم، سواء كان القيء بمحض إرادته أو بفعل الغير. بينما اختلف الفقهاء في حكم القيء غير المتعمد، فذهب بعضهم إلى أنه لا يفطر الصائم، بينما ذهب آخرون إلى أنه يفطر الصائم.