بهارات مشكلة اسناد

بهارات مشكلة اسناد

بهارات مشكلة اسناد

مقدمة

المشكلة الإسنادية أو هيركل هي ظاهرة نفسية تتجلى في ميل الناس إلى الإسقاط الخارجي لأسباب فشلهم الداخلي، وإسناد نجاحهم إلى عوامل خارجية. وهذا يعني أننا نميل إلى لوم الآخرين على فشلنا، في حين ننسب نجاحنا إلى جهودنا ومواهبنا الخاصة.

نظرية الإسناد

تُعرف نظرية الإسناد بأنها العملية التي يستخدمها الأفراد لتحديد أسباب سلوكهم وسلوك الآخرين. وتساعد هذه النظرية في تفسير كيف نفهم سبب حدوث الأشياء، وكيف شكل هذا الفهم للسلوكيات على تفاعلاتنا الاجتماعية.

أنواع الإسناد

ينقسم الإسناد إلى نوعين رئيسيين:

1. الإسناد الداخلي:

وهو الإسناد الذي يعزى فيه السبب إلى عوامل داخلية، مثل الجهد المبذول أو القدرة أو المهارة, وهنا يرى الفرد أنه هو المسيطر على الأحداث.

2. الإسناد الخارجي:

وهو الإسناد الذي يعزى فيه السبب إلى عوامل خارجية، مثل الحظ أو الصدفة أو الظروف, وهنا يرى الفرد أن الأحداث خارجة عن سيطرته.

أسباب المشكلة الإسنادية

هناك عدة أسباب للمشكلة الإسنادية، منها:

1. التحيز الذاتي:

وهو الميل إلى تفسير الأحداث بطريقة تخدم مصالحنا الذاتية. وهذا يعني أننا نميل إلى تذكر الأحداث التي تدعم وجهات نظرنا وننسى الأحداث التي لا تدعمها.

2. النظرة الثاقبة خلفية:

وهو الميل إلى الحكم على الآخرين بناءً على خلفيتهم أو انتماءاتهم الجماعية أو أي عوامل أخرى مستقلة عن سلوكهم الفردي.

3. التحيز الإيجابي للذات:

وهو الميل إلى رؤية أنفسنا بشكل أفضل من الآخرين. وهذا يعني أننا نميل إلى إعطاء أنفسنا الفضل في نجاحنا، في حين نلقي باللوم على الآخرين في فشلنا.

4. الخوف من الفشل:

ينبع الخوف من الفشل من نظرتنا لأنفسنا. فعندما يكون لدينا مفهوم سلبي عن أنفسنا أو اعتقاد بأننا لسنا جيدين بما فيه الكفاية، فإننا نميل إلى إلقاء اللوم على الآخرين عندما نفشل، وهذا من أجل حماية مفهومنا الذاتي.

5. الحاجة إلى التحكم:

نميل إلى الشعور بالأمان عندما نشعر أن لدينا سيطرة على حياتنا. فعندما يحدث شيء سيء، فإننا نميل إلى إلقاء اللوم على شخص آخر أو على شيء آخر من أجل الحفاظ على الشعور بالسيطرة.

6. التحيز التأكيدي:

هو ميل الأشخاص إلى البحث عن معلومات وتذكر المعلومات التي تدعم معتقداتهم الحالية وتجاهل المعلومات التي تناقض هذه المعتقدات.

آثار المشكلة الإسنادية

يمكن أن يكون للمشكلة الإسنادية آثار سلبية على حياتنا، منها:

1. قلة الدافع:

عندما نعزو فشلنا إلى عوامل خارجية، فإننا نميل إلى فقدان الحافز لمحاولة تحسين أدائنا. وهذا لأننا نعتقد أن جهودنا لن تؤدي إلى أي نتيجة إيجابية.

2. زيادة القلق والاكتئاب:

عندما نعزو فشلنا إلى عوامل داخلية، فإننا نميل إلى الشعور بالقلق والاكتئاب. وهذا لأننا نعتقد أننا لسنا قادرين على التحكم في حياتنا وأننا لسنا جيدين بما فيه الكفاية.

3. تدهور العلاقات:

عندما نعزو سلوك الآخرين إلى عوامل داخلية، فإننا نميل إلى الحكم عليهم بشكل سلبي. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تدهور علاقاتنا مع الآخرين.

كيفية التغلب على المشكلة الإسنادية

هناك عدة طرق يمكننا من خلالها التغلب على المشكلة الإسنادية، منها:

1. الوعي بالمشكلة:

الخطوة الأولى للتغلب على المشكلة الإسنادية هي أن نكون واعين بها. وهذا يعني أن ندرك أننا نميل إلى إلقاء اللوم على الآخرين عندما نفشل، وأن ندرك أن هذا الميل يمكن أن يكون له آثار سلبية على حياتنا.

2. قبول الذات:

الخطوة الثانية للتغلب على المشكلة الإسنادية هي أن نقبل أنفسنا كما نحن. وهذا يعني أن ندرك أننا لسنا كاملين وأننا سنرتكب الأخطاء، وأن نقبل أنفسنا على الرغم من تلك الأخطاء.

3. التركيز على الحلول:

عندما نواجه مشكلة، فإننا نميل إلى التركيز على المشكلة نفسها بدلاً من التركيز على الحلول الممكنة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالإحباط واليأس. وبدلاً من ذلك، يجب أن نحاول التركيز على الحلول الممكنة وأن نكون مستعدين لتجربة أشياء جديدة.

4. طلب الدعم:

عندما نواجه مشاكل، فإننا نميل إلى الانعزال عن الآخرين. وهذا يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالوحدة والعجز. وبدلاً من ذلك، يجب أن نحاول طلب الدعم من الأصدقاء والعائلة والأشخاص الذين نحبهم.

5. العلاج النفسي:

في بعض الحالات، قد يكون من الضروري اللجوء إلى العلاج النفسي للتغلب على المشكلة الإسنادية. ويمكن للمعالج النفسي أن يساعدنا على فهم المشكلة الإسنادية وكيف تؤثر على حياتنا، وأن يزودنا بالأدوات اللازمة للتغلب عليها.

الخلاصة

المشكلة الإسنادية هي ظاهرة نفسية شائعة يمكن أن يكون لها آثار سلبية على حياتنا. ومع ذلك، هناك عدة طرق يمكننا من خلالها التغلب على هذه المشكلة، منها الوعي بالمشكلة، وقبول الذات، والتركيز على الحلول، وطلب الدعم، واللجوء إلى العلاج النفسي إذا لزم الأمر.

أضف تعليق