بيت شعر عن الصبر

المقدمة:

الصبر فضيلة عظيمة من الفضائل الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسلم، فهو مفتاح النجاح والتوفيق في الدنيا والآخرة، وهو من أهم ما يميز المؤمن عن غيره، وهو الذي يجعله قوياً صلباً في مواجهة الشدائد والصعوبات، لذلك قال الشاعر:

الصبر مفتاح الفرج والصبر منجاة

وإن لم تصبر فاصبر فالصبر نجاة

ومن صبر ظفر ومن خالف هوىً

أصاب مناه لا محالة مبتغى

1- ما معنى الصبر؟

الصبر هو الثبات على الحق وعدم الجزع عند وقوع المصائب والشدائد، وهو قدرة الإنسان على احتمال الشدائد والمتاعب ومواجهتها بثبات وقوة، وهو ضد الجزع واليأس، وهو من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسلم.

2- أقسام الصبر:

ينقسم الصبر إلى ثلاثة أقسام:

– الصبر على طاعة الله: وهو الصبر على أداء العبادات المفروضة والواجبات الدينية بكل خشوع وإخلاص.

– الصبر عن معصية الله: وهو الصبر عن فعل المحرمات والابتعاد عن كل ما يغضب الله تبارك وتعالى.

– الصبر على أقدار الله: وهو الصبر على المصائب والشدائد التي يبتلي الله بها عباده، وعدم الجزع واليأس منها، بل مواجهتها بالصبر والثبات.

3- أهمية الصبر:

للصبر أهمية كبيرة ومكانة عظيمة في الإسلام، وقد حث الله تبارك وتعالى عباده على التحلي به في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ومن أهمية الصبر:

– أنه سبب من أسباب دخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الصبر من الإيمان كما الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له”.

– أنه يرفع الإنسان ويجعله قوياً أمام الشدائد، قال الله تبارك وتعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}.

– أن الصبر يورث النصر والظفر، قال الله تبارك وتعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

4- فضل الصبر:

للصبر فضل كبير ومكانة عظيمة عند الله تبارك وتعالى، فقد وعد الله الصابرين بالأجر والثواب العظيم، ومن فضل الصبر:

– أن الله تبارك وتعالى يحب الصابرين، قال الله تبارك وتعالى:{وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}.

– أن الصبر سبب من أسباب دخول الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصبر نصف الإيمان”.

– أن الصبر يورث النصر والظفر، قال الله تبارك وتعالى:{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}.

5- كيف نتحلى بالصبر؟

لم يجعل الله شيئاً صعباً على عباده، فكل شيء في هذه الحياة له سبله وطرق تحقيقه، ومثلها الصبر، فإن الله لم يأمرنا به إلا لأنه يعلم أننا قادرون عليه، ومن طرق التحلي بالصبر:

– تقوية الإيمان بالله تبارك وتعالى وبالقدر خيره وشره.

– الدعاء إلى الله تبارك وتعالى بالصبر والثبات.

– الصبر على الطاعات وفعل الخيرات.

– الصبر على المعاصي والابتعاد عن فعل المحرمات.

– مخالفة الهوى والشهوات.

6- الصبر في القرآن والسنة:

ورد ذكر الصبر في القرآن والسنة في مواضع كثيرة، مما يدل على أهميته ومكانته العظيمة عند الله تبارك وتعالى، وفيما يلي بعض الآيات والأحاديث التي ورد فيها ذكر الصبر:

– قال الله تبارك وتعالى:{وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ}.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصبر نصف الإيمان”.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر”.

7- نماذج من الصبر في التاريخ الإسلامي:

هناك العديد من النماذج العظيمة في التاريخ الإسلامي والتي ضربت أروع الأمثلة في الصبر والثبات، ومن هذه النماذج:

– سيدنا أيوب عليه السلام الذي صبر على البلاء والمرض لمدة طويلة حتى أذن الله بشفائه.

– سيدنا يوسف عليه السلام الذي صبر على السجن والظلم وبعد عن أهله حتى أذن الله تعالى بنصره.

– سيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها التي صبرت على مصائب كثيرة بعد وفاة أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الخاتمة:

إن الصبر فضيلة عظيمة من الفضائل الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسلم، فهو مفتاح النجاح والتوفيق في الدنيا والآخرة، وهو من أهم ما يميز المؤمن عن غيره، لذلك علينا أن نتحلى بالصبر والثبات في مواجهة الشدائد والمتاعب، وأن نجعله شعار حياتنا، ونكون على يقين بأن الصبر مفتاح الفرج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *