تحصنت بذي العزة والجبروت كامل

تحصنت بذي العزة والجبروت كامل

مقدمة

الحمد لله الذي رفع السماء بغير عمد، وخلق الأرض والجبال، وجعل للبشر فيها معيشة، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من صفات الله سبحانه وتعالى العزة والجبروت، وهما صفتان جليلتان تدلان على عظمته وقوته وسيادته على كل شيء، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من الآيات والأحاديث التي تتحدث عن هاتين الصفتين، وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن تحصن الإنسان بذي العزة والجبروت، وما هي الآثار المترتبة على ذلك.

الاستعانة بالله في الشدائد

عندما يواجه الإنسان شدة أو كربًا أو مصيبة، فعليه أن يتوجه إلى الله سبحانه وتعالى ويلجأ إليه ويطلب منه النصر والفرج، ويستعين به على تحمل المصيبة، والله سبحانه وتعالى هو الغالب على أمره، وهو القادر على كل شيء، قال تعالى: {وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الأنفال:71].

التوكل على الله في كل الأمور

المؤمن حقًا هو الذي يتوكل على الله سبحانه وتعالى في كل أموره، ويعتمد عليه ويقينه أنه لن يخذله أبدًا، قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} [الشعراء:217].

الإيمان بقدر الله خيره وشره

المؤمن حقًا هو الذي يؤمن بقدر الله سبحانه وتعالى، خيره وشره، ولا يعترض على ما يصيبه من بلاء أو مصيبة، بل يرضى به ويحتسبه عند الله، قال تعالى: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [يوسف:86].

الصبر على ابتلاءات الدنيا

الحياة الدنيا دار ابتلاء واختبار، فلا بد أن يواجه الإنسان فيها الصعوبات والشدائد، والمؤمن حقًا هو الذي يصبر على هذه الابتلاءات ولا يتذمر منها، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة:155].

الشكر لله على نعمه

المؤمن حقًا هو الذي يشكر الله سبحانه وتعالى على نعمه، ويحمد له على ما أنعم عليه به، سواء كانت نعمًا ظاهرة أو نعمًا باطنة، قال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} [البقرة:49].

الدعاء إلى الله في كل وقت

المؤمن حقًا هو الذي يدعو الله سبحانه وتعالى في كل وقت، ويطلب منه ما يحتاج إليه من خير الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:186].

الرجاء في رحمة الله

المؤمن حقًا هو الذي يرجو رحمة الله سبحانه وتعالى، ويحسن الظن به، ولا يقنط من رحمته مهما عصى أو أخطأ، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53].

الخاتمة

تحصن الإنسان بذي العزة والجبروت من أهم الأمور التي يجب أن يسعى إليها كل مؤمن، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى هو وحده القادر على حمايته ووقايته من الشرور والآفات، كما أن الاستعانة بالله والتوكل عليه والصبر على ابتلاءاته والشكر له على نعمه والدعاء إليه والرجاء في رحمته من الأمور التي تقرب العبد إلى ربه وتكسبه محبته ورضاه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *