تفسير اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا

مقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا. هذا الدعاء من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وورد في السنة النبوية في مواضع عديدة، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام الترمذي في سننه، والإمام النسائي في سننه.

فضل هذا الدعاء:

ورد في فضل هذا الدعاء أحاديث كثيرة، منها ما رواه الإمام أحمد في مسنده، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يمسي: اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني، غفر له”.

معنى الدعاء:

اللهم: يا الله.

انك: إنك.

عفو: غفور.

تحب العفو: تحب المغفرة.

فاعف عنا: فاعف عنا.

تفسير الدعاء:

اللهم: نداء الله عز وجل، وهو اسم علم مختص بالله تعالى.

انك: إنك، حرف توكيد يفيد التأكيد.

عفو: غفور، اسم فاعل من العفو، وهو صفة لله تعالى.

تحب العفو: تحب المغفرة، جملة فعلية تفيد صفة من صفات الله تعالى.

فاعف عنا: فاعف عنا، جملة فعلية، فعل أمر، ضمير المتكلم الجمع، يفيد الدعاء.

آداب الدعاء:

1. الإخلاص: أن يكون الداعي مخلصًا في دعائه لله تعالى، ولا يقصد به غيره.

2. اليقين: أن يكون الداعي على يقين بأن الله تعالى قادر على إجابة دعائه.

3. التضرع والخشوع: أن يكون الداعي متضرعًا وخاشعًا في دعائه لله تعالى.

4. رفع اليدين: أن يرفع الداعي يديه إلى السماء عند الدعاء.

5. استقبال القبلة: أن يستقبل الداعي القبلة عند الدعاء.

أوقات الدعاء:

1. الثلث الأخير من الليل: هو أفضل أوقات الدعاء، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟”.

2. بين الأذان والإقامة: هو من الأوقات المستجابة للدعاء، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد”.

3. عند السجود: هو من الأوقات المستجابة للدعاء، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء”.

خاتمة:

الدعاء عبادة عظيمة، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاء، وبشرنا بأن الله تعالى مستجيب الدعاء، فينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء، ويدعو الله تعالى بكل ما فيه خير له في دينه ودنياه وآخرته.