تقبل الله اعمالكم

تقبل الله أعمالكم

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تقبل الله أعمالكم هو دعاء جميل يُقال في مناسبات كثيرة، مثل شهر رمضان المبارك، وعيد الفطر المبارك، وعيد الأضحى المبارك. وهو دعاء نُصلي به إلى الله تعالى أن يتقبل منا أعمالنا الصالحة، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.

فضل تقبل الله للأعمال

تقبل الله للأعمال من الفضائل العظيمة التي يحرص عليها كل مسلم، لما لها من أجر عظيم وثواب كبير. ومن فضل تقبل الله للأعمال:

1. أنها سبب لدخول الجنة والنجاة من النار. فالله تعالى يقول في سورة الحديد: {وَاعْمَلُوا صَالِحًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، ويقول في سورة الزمر: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْمَلُوا صَالِحًا لَعَلَّكُمْ تُرْزَقُونَ}.

2. أنها سبب لزيادة الحسنات والتكفير عن السيئات. فالله تعالى يقول في سورة الشورى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَظْلَمُونَ}، ويقول في سورة فصلت: {وَمَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}.

3. أنها سبب لنيل محبة الله تعالى ورضوانه. فالله تعالى يقول في سورة المائدة: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}، ويقول في سورة التوبة: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}.

كيف نتأكد من قبول الله لأعمالنا؟

1. أن تكون الأعمال صادقة لله تعالى، خالصة لوجهه الكريم، لا يُشرك فيها أحد غيره. فالله تعالى يقول في سورة الزمر: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا}.

2. أن تكون الأعمال موافقة لشرع الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. فالله تعالى يقول في سورة آل عمران: {وَمَنْ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.

3. أن تكون الأعمال مُتَّصفة بالإخلاص لله تعالى والإتقان. فالله تعالى يقول في سورة البقرة: {وَقَدِمُوا لِأَنْفُسِكُمْ خَيْرًا تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، ويقول في سورة آل عمران: {وَاعْمَلُوا الصَّالِحَاتِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

أعمال تُساعد على تقبل الله للأعمال

1. الإكثار من ذكر الله تعالى والدعاء له. فالله تعالى يقول في سورة الرعد: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.

2. التصدق على الفقراء والمساكين. فالله تعالى يقول في سورة التوبة: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.

3. صلة الرحم وصلة الأصدقاء. فالله تعالى يقول في سورة النساء: {وَأَتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، ويقول في سورة الحجرات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.

أعمال تُبطل تقبل الله للأعمال

1. الشرك بالله تعالى، وإشراك غيره معه في العبادة. فالله تعالى يقول في سورة الزمر: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.

2. الرياء والسمعة في الأعمال. فالله تعالى يقول في سورة التوبة: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}، ويقول في سورة الأنعام: {وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

3. التهاون في أداء الواجبات الدينية والعبادات. فالله تعالى يقول في سورة الماعون: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}.

أعمال تُحبب الله تعالى إلى العباد

1. الإحسان إلى الوالدين. فالله تعالى يقول في سورة الإسراء: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلا تَقُلْ