المقدمة:
جالفستون العظيم هو إعصار مدمر ضرب مدينة جالفستون بولاية تكساس الأمريكية في 8 سبتمبر 1900، ويُعد أحد أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ الولايات المتحدة. تسبب الإعصار في مقتل أكثر من 6000 شخص وتسبب في أضرار مادية تقدر بملايين الدولارات.
أولاً: الأسباب:
1. الظروف الجوية: في أواخر أغسطس 1900، تواجدت كتلة هوائية دافئة ورطبة من الخليج المكسيكي فوق جنوب شرق تكساس. اجتمعت هذه الكتلة مع كتلة هوائية باردة وجافة من الشمال، مما أدى إلى تكوين منطقة ضغط جوي منخفض.
2. تكوين الإعصار: في 3 سبتمبر، بدأ ضغط الهواء في الانخفاض بسرعة فوق جنوب شرق تكساس. بدأ الإعصار في التكون وبحلول 5 سبتمبر كان قد تطور إلى إعصار استوائي.
3. شدة الإعصار: استمر الإعصار في القوة وتطور إلى إعصار من الفئة الرابعة. بلغت سرعة الرياح القصوى للإعصار 145 ميلاً في الساعة (233 كم / ساعة).
ثانيًا: مسار الإعصار:
1. الإعصار على ساحل تكساس: ضرب الإعصار ساحل تكساس في وقت متأخر من مساء 8 سبتمبر. ضرب الإعصار مدينة جالفستون في الساعة 11:30 مساءً. كان ارتفاع الموجات العاتية أكثر من 15 قدمًا (4.6 متر).
2. عبور الإعصار إلى لويزيانا: بعد عبور جالفستون، انحنى الإعصار شرقًا وعبور لويزيانا. تسبب الإعصار في فيضانات وأضرار في جميع أنحاء الولاية.
3. تلاشي الإعصار: تراجع الإعصار إلى منخفض استوائي في 11 سبتمبر. استمر المنخفض في التحرك شرقًا عبر الولايات المتحدة وتسبب في أمطار غزيرة وفيضانات في عدة ولايات.
ثالثًا: الأضرار في جالفستون:
1. الخسائر البشرية: تسبب الإعصار في مقتل أكثر من 6000 شخص في جالفستون. وكان معظم الضحايا من النساء والأطفال.
2. الأضرار المادية: تسبب الإعصار في أضرار مادية تقدر بملايين الدولارات. تم تدمير أكثر من 3000 مبنى في جالفستون.
3. إعادة الإعمار: بدأ العمل على إعادة إعمار جالفستون بعد وقت قصير من الإعصار. تم إصلاح المباني المتضررة وبناء منازل جديدة.
رابعًا: التأثير على الولايات المتحدة:
1. الكوارث الطبيعية: أثار الإعصار العظيم جدلاً حول أهمية التأهب للكوارث الطبيعية. أدى ذلك إلى تطوير نظام الإنذار المبكر بالعواصف الاستوائية.
2. الوعي بالكوارث: زاد الإعصار العظيم من الوعي العام بخطر الكوارث الطبيعية. أدى ذلك إلى زيادة الدعم للجهود الرامية إلى الحد من آثار الكوارث الطبيعية.
3. الكودومينيوم والمنشآت: أدى الإعصار العظيم إلى تغييرات في طريقة بناء المباني في المناطق الساحلية. تم تطوير أكواد بناء جديدة مصممة لتحسين مقاومة المباني للرياح العاتية.
خامسًا: الاستجابة الدولية:
1. المساعدات الدولية: تلقت الولايات المتحدة مساعدات دولية في أعقاب الإعصار العظيم. أرسلت العديد من الدول المال والإمدادات إلى الولايات المتحدة.
2. الدعم المالي: قدمت العديد من الدول قروضًا مالية للولايات المتحدة للمساعدة في إعادة الإعمار. ساعدت هذه القروض الولايات المتحدة على إعادة بناء جالفستون والمناطق الأخرى المتضررة من الإعصار.
3. الدعم التقني: قدمت العديد من الدول أيضًا دعمًا تقنيًا للولايات المتحدة. أرسلت هذه الدول مهندسين وخبراء آخرين للمساعدة في إعادة بناء جالفستون والمناطق الأخرى المتضررة من الإعصار.
سادسًا: الإرث:
1. متحف الإعصار العظيم: تم افتتاح متحف الإعصار العظيم في جالفستون في عام 1936. يروي المتحف قصة الإعصار العظيم ويحافظ على ذكراه.
2. يوم جالفستون: يتم الاحتفال بيوم جالفستون في 8 سبتمبر من كل عام. وهو يوم تذكاري للإعصار العظيم وضحاياه.
3. الدروس المستفادة: تعلمت الولايات المتحدة العديد من الدروس من الإعصار العظيم. أدت هذه الدروس إلى تحسين التأهب للكوارث الطبيعية وإدارة الاستجابة للكوارث.
سابعًا: الخاتمة:
جالفستون العظيم هو واحد من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ الولايات المتحدة. تسبب الإعصار في مقتل أكثر من 6000 شخص وتسبب في أضرار مادية تقدر بملايين الدولارات. أدى الإعصار العظيم إلى تغييرات في طريقة بناء المباني في المناطق الساحلية وإلى تحسين التأهب للكوارث الطبيعية وإدارة الاستجابة للكوارث. يتذكر الأمريكيون اليوم الإعصار العظيم ويحترمون ذكرى ضحاياه.