حديث عن الشماتة

حديث عن الشماتة

مقدمة

الشماتة هي الشعور بالفرح والسرور لمصيبة أو نكبة تصيب الغير، وهي من الصفات المذمومة التي نهى عنها الإسلام لما لها من آثار سلبية على الفرد والمجتمع، ففي حين أن الحسد ينبع من الرغبة في الحصول على ما يمتلكه الآخرون، فإن الشماتة تنبع من الشعور بالتفوق على الآخرين بسبب ما حل بهم من مصائب، ومن أسوأ أنواع الشماتة تلك التي تكون بين المسلمين، ففي هذه الحالة يكون الضرر مزدوجًا؛ ضرر الشعور بالفرح لمصاب أخيك المسلم، وضرر الانقطاع عن رحمة الله تعالى التي وعد بها المتراحمين.

أنواع الشماتة

1. الشماتة العلنية: وهذا النوع من الشماتة يكون واضحًا ولا لبس فيه، مثل أن يقول لك شخص ما “أنا سعيد لأنك فقدت وظيفتك” أو “أنا سعيد لأنك مريض”.

2. الشماتة الخفية: وهذا النوع من الشماتة يكون أكثر صعوبة في اكتشافه، فقد لا يقول لك الشخص ما شيئًا بشكل مباشر، ولكنك قد تشعر أنه يفرح لمصيبتك من خلال لغة جسده أو من خلال نبرة صوته.

3. الشماتة الداخلية: وهذا النوع من الشماتة يكون عندما تشعر أنت بنفسك بالفرح أو السرور لمصيبة أو نكبة تصيب شخصًا آخر، حتى لو لم تظهر ذلك للآخرين.

أسباب الشماتة

1. الحسد: الحسد هو أحد الأسباب الرئيسية للشماتة، فالشخص الحسود غالبًا ما يشعر بالفرح عندما يرى شخصًا آخر يعاني من مصيبة أو نكبة، لأنه يرى أن هذه المصيبة أو النكبة ستقلل من شأن الشخص الآخر وتجعله أقل منه.

2. الكراهية: الكراهية هي سبب آخر للشماتة، فالشخص الذي يكره شخصًا آخر غالبًا ما يشعر بالفرح عندما يرى هذا الشخص يعاني من مصيبة أو نكبة، لأنه يرى أن هذه المصيبة أو النكبة ستجعل هذا الشخص أقل سعادة وتقضي على أحلامه.

3. الغرور: الغرور هو سبب ثالث للشماتة، فالشخص المغرور غالبًا ما يرى نفسه أفضل من الآخرين، وعندما يرى شخصًا آخر يعاني من مصيبة أو نكبة، فإنه يشعر بالفرح لأن هذا الشخص لم يعد أفضل منه.

آثار الشماتة

1. آثار سلبية على الفرد: الشماتة لها العديد من الآثار السلبية على الفرد، فهي تجعله يشعر بالذنب والعار والندم، كما أنها تجعله ينعزل عن الآخرين ويفقد ثقته فيهم، وقد تؤدي الشماتة أيضًا إلى الإصابة بالاكتئاب واضطرابات النوم والقلق.

2. آثار سلبية على المجتمع: للشماتة أيضًا آثار سلبية على المجتمع، فهي تجعل الناس أقل تعاطفًا مع بعضهم البعض وأقل رغبة في مساعدة بعضهم البعض، كما أنها تزيد من الكراهية والعنف في المجتمع.

3. عقوبة الشماتة في الإسلام: حذر الإسلام من الشماتة وجعلها من الكبائر، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تفرح بمصيبة أخيك المسلم، فيرحمك الله كما رحمته” [رواه البخاري ومسلم].

علاج الشماتة

1. الاعتراف بالمشكلة: الخطوة الأولى لعلاج الشماتة هي الاعتراف بأنك تشعر بالشماتة عندما يقع شخص آخر في مصيبة أو نكبة.

2. فهم أسباب الشماتة: بمجرد أن تعترف بأنك تشعر بالشماتة، فإن الخطوة التالية هي محاولة فهم أسباب هذا الشعور. هل تشعر بالغيرة من الشخص الآخر؟ هل تكرهه؟ هل تشعر بالغرور؟

3. تغيير طريقة تفكيرك: الخطوة الأخيرة لعلاج الشماتة هي تغيير طريقة تفكيرك. بدلًا من الشعور بالفرح عندما يقع شخص آخر في مصيبة أو نكبة، حاول أن تشعر بالتعاطف معه وأن ترغب في مساعدته.

الوقاية من الشماتة

1. تعزيز التعاطف: يمكن تعزيز التعاطف من خلال التربية الصحيحة وتعليم الأطفال على أهمية مساعدة الآخرين وضرر الإضرار بهم.

2. نشر ثقافة التسامح: يمكن نشر ثقافة التسامح من خلال وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية ودور العبادة، وذلك بهدف القضاء على مشاعر الكراهية والضغينة بين الناس.

3. تذكير الناس بعقوبة الشماتة: يجب تذكير الناس بعقوبة الشماتة في الإسلام، وذلك من خلال الخطب والمحاضرات الدينية، وكذلك من خلال وسائل الإعلام.

خاتمة

الشماتة هي من الصفات المذمومة التي نهى عنها الإسلام، لما لها من آثار سلبية على الفرد والمجتمع، ومن أجل القضاء على الشماتة يجب أن نعمل على تعزيز التعاطف ونشر ثقافة التسامح وتذكير الناس بعقوبة الشماتة في الإسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *