حكمة عن الهجرة النبوية الشريفة

حكمة عن الهجرة النبوية الشريفة

المقدمة:

الهجرة النبوية الشريفة هي حدث عظيم في تاريخ الإسلام، وهي هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وذلك في العام الأول من هجرة المسلمين، أي في عام 622 ميلادية، وقد كان هذا الحدث نقطة تحول في تاريخ الإسلام، حيث أدى إلى تأسيس الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، وبدء انتشار الإسلام في جميع أنحاء العالم.

أسباب الهجرة النبوية الشريفة:

1- اضطهاد المسلمين في مكة المكرمة:

كان المشركون في مكة المكرمة يضطهدون المسلمين ويؤذونهم ويمنعونهم من ممارسة شعائر دينهم بحرية، وكانوا يتهمونهم بالكفر والشرك والجنون، مما دفع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى التفكير في الهجرة من مكة المكرمة إلى مكان آخر آمن يمكنه فيه ممارسة شعائر دينه بحرية.

2- دعوة الأنصار في المدينة المنورة:

كان هناك مجموعة من المسلمين في المدينة المنورة تعرف باسم الأنصار، وكانوا قد دعوا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى الهجرة إلى المدينة المنورة، ووعدوه بحمايته وتوفير المسكن والطعام له ولأصحابه، فقبل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم دعوتهم وقرر الهجرة إلى المدينة المنورة.

3- الإذن الإلهي بالهجرة:

أذن الله سبحانه وتعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وذلك في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَمُهَاجِرٌ﴾ [الحجر: 88]، وقال تعالى: ﴿وَقَدْ أُوحِيَ إِلَىَّ أَنَّهُ سَيُهْلَكُ مِن قَوْمِكَ أَلْفٌ﴾ [الأنفال: 33]، فاستعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للهجرة وأعد أصحابه لذلك.

مسار الهجرة النبوية الشريفة:

1- خروج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة:

خرج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه في ليلة 26 من صفر من عام 1 هـ، وكان ذلك بعد أن حاصره المشركون في منزله ومنعوه من الخروج، فخرج من منزله متخفياً وتوجه إلى غار ثور، وهو غار يقع على جبل خارج مكة المكرمة، ولحق به أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعد ذلك.

2- الإقامة في غار ثور:

مكث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه في غار ثور لمدة ثلاثة أيام، وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يأتي إليهما بالطعام والشراب، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يطمئن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويؤكد له أن الله لن يضيعه، وفي اليوم الثالث خرج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه من غار ثور وتوجها إلى المدينة المنورة.

3- الوصول إلى المدينة المنورة:

وصل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى المدينة المنورة في يوم 12 من ربيع الأول من عام 1 هـ، وكان المسلمون في المدينة المنورة في استقباله، وكانوا يهللون ويكبرون ويقولون: “طلع البدر علينا من ثنيات الوداع”، واستقبله الأنصار بالترحاب والفرح، ونزل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في منزل كلثوم بن الهدم رضي الله عنه.

أحداث الهجرة النبوية الشريفة:

1- مطاردة المشركين للرسول محمد صلى الله عليه وسلم:

أرسل المشركون في مكة المكرمة مجموعة من الرجال لمطاردة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه، وكانوا بقيادة سرية بن مالك، وتبعوا آثار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حتى وصلوا إلى غار ثور، لكنهم لم يجدوهما فيه، فعادوا إلى مكة المكرمة خائبين.

2- إسلام عبد الله بن أريقط:

في طريق الهجرة إلى المدينة المنورة، لقي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أريقط، وكان من وجهاء اليهود في المدينة المنورة، فأسلم على يديه، ودعاه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، فأسلم على يديه، وأصبح من أشد أنصار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

3- معجزات الهجرة النبوية الشريفة:

حدثت العديد من المعجزات خلال الهجرة النبوية الشريفة، ومنها:

– غار ثور: كان غار ثور ضيقاً وصغيراً، لكنه اتسع للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه، ولم يرهما المشركون الذين كانوا يطاردونهما.

– العنكبوت: نسجت عنكبوت خيطها على باب غار ثور، فظن المشركون أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه ليسوا في الغار، لأن العنكبوت لا ينسج خيطها إلا في مكان آمن.

– الحمامة: وقفت حمامة على باب غار ثور، فظن المشركون أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه ليسوا في الغار، لأن الحمامة لا تقف إلا في مكان آمن.

آثار الهجرة النبوية الشريفة:

1- تأسيس الدولة الإسلامية الأولى:

كانت الهجرة النبوية الشريفة بداية تأسيس الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، حيث اتخذ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة عاصمة للدولة الإسلامية، وبدأ في تنظيم شؤون الدولة وإدارة شؤون المسلمين.

2- انتشار الإسلام في جميع أنحاء العالم:

كانت الهجرة النبوية الشريفة بداية انتشار الإسلام في جميع أنحاء العالم، حيث بدأ المسلمون في الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، ومن ثم بدأوا في نشر الإسلام في جميع أنحاء الجزيرة العربية، ثم انتشر الإسلام إلى الشام ومصر والعراق وإيران وشمال إفريقيا، ومن ثم إلى أوروبا وآسيا.

3- تغيير وجه التاريخ:

غيرت الهجرة النبوية الشريفة وجه التاريخ، حيث أدت إلى تأسيس الدولة الإسلامية الأولى، وانتشار الإسلام في جميع أنحاء العالم، وتغيير حياة الناس إلى الأفضل، حيث جاء الإسلام بدين جديد وعادل وشامل، ووضع أسساً جديدة للمجتمع الإنساني.

الحكمة من الهجرة النبوية الشريفة:

1- حفظ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين:

كانت الهجرة النبوية الشريفة ضرورية لحفظ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين، الذين كانوا يضطهدونه ويؤذونه، ويحاولون قتله، فكانت الهجرة إلى المدينة المنورة هي السبيل الوحيد لإنقاذ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من أذى المش

أضف تعليق