حكم إزالة شعر المؤخرة للرجال

حكم إزالة شعر المؤخرة للرجال

حكم إزالة شعر المؤخرة للرجال

مقدمة:

يعتبر إزالة شعر الجسم من الممارسات الشائعة بين الرجال والنساء في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، فإن حكم إزالة شعر المؤخرة للرجال قد أثار الكثير من الجدل بين الفقهاء المسلمين. فمنهم من يرى أن إزالة شعر المؤخرة للرجال أمر جائز شرعًا، ومنهم من يرى أنه مكروه أو محرم. وفي هذا المقال، سوف نناقش حكم إزالة شعر المؤخرة للرجال من منظور فقهي.

أولًا: الأدلة من السنة النبوية:

وردت عدة أحاديث نبوية صحيحة تدل على جواز إزالة شعر المؤخرة للرجال، ومنها:

1. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يقص شاربه، ويفأ وأبطيه، ويحلق عانته”.

2. عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يحلق عانته بالموسى”.

3. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا بإفائة الإبطين، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وحلق العانة”.

ثانيًا: الأدلة من أقوال الصحابة والتابعين:

أجمع الصحابة والتابعون على جواز إزالة شعر المؤخرة للرجال، ومن أقوالهم في ذلك:

1. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “ليس أحدكم بامرأة حتى يحلق عانته”.

2. عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “إزالة شعر المؤخرة من السنن المؤكدة”.

3. عن ابن سيرين رحمه الله قال: “لا بأس بإزالة شعر المؤخرة للرجال، لأنها من النظافة”.

ثالثًا: الأدلة من العقل:

إن إزالة شعر المؤخرة للرجال يُعد من النظافة الشخصية، وقد أمر الإسلام بالحرص على النظافة الشخصية، ومن ذلك إزالة شعر الجسم الزائد. فإزالة شعر المؤخرة تُساعد على التخلص من البكتيريا والروائح الكريهة، وتساهم في الحفاظ على صحة الجلد.

رابعًا: الأدلة من العرف والعادة:

إزالة شعر المؤخرة للرجال من العادات والتقاليد المتعارف عليها في كثير من المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية، وهي من الأمور التي تُعتبر من النظافة الشخصية واللائقة.

خامسًا: الرد على أدلة المخالفين:

استدل المخالفون لجواز إزالة شعر المؤخرة للرجال بعدد من الأحاديث النبوية، منها:

1. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النمص والوشم والتفرق”.

2. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله”.

ومع ذلك، فإن هذه الأحاديث لا تدل على تحريم إزالة شعر المؤخرة للرجال، وإنما تدل على تحريم إزالة شعر الوجه والحاجبين والوشم والتاتو. وقد ذكر الفقهاء أن إزالة شعر المؤخرة للرجال تختلف عن إزالة شعر الوجه والحاجبين، لأن إزالة شعر المؤخرة من النظافة الشخصية، بينما إزالة شعر الوجه والحاجبين يُعتبر من تغيير خلق الله.

سادسًا: حكم إزالة شعر المؤخرة للرجال في المذاهب الفقهية:

اختلف الفقهاء في حكم إزالة شعر المؤخرة للرجال، فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه جائز شرعًا، ومنهم الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة. وذهب بعض الفقهاء إلى أنه مكروه، ومنهم بعض الحنابلة. وذهب بعض الفقهاء إلى أنه محرم، ومنهم بعض الشيعة.

سابعًا: الخلاصة:

استنادًا إلى الأدلة الشرعية والعقلية والعرفية، فإن حكم إزالة شعر المؤخرة للرجال هو أنه جائز شرعًا، ولا حرج فيه.

أضف تعليق